شهدت الأيام الماضية حالةً من الترقب بعد إعلان تعليق الاتحاد الروسي مشاركته في مبادرة البحر الأسود للحبوب التي تعمل على تمرير الأغذية والحبوب، ومنها القمح الأوكراني، إحدى السلع المهمة لعدد من دول العالم.
قدّمت روسيا، طلب لمجلس الأمن بعقد المجلس الدولي جلسة لبحث المزاعم الروسية إزاء شن هجوم على سفنها في البحر الأسود في 29 أكتوبر، ما دفعها إلى تعليق مشاركتها في "مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب".
قال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، إنه وفقًا للأمانة العامة للأمم المتحدة في مركز التنسيق المشترك، فإن هناك توقفًا مؤقتًا لحركة السفن في مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب، لافتًا إلى أن المفتشين الأمميين والأتراك أنجزوا 46 عملية تفتيش على متن سفن متجهة إلى الخارج، فيما استقلت الفرق سفينتين أخريين، وأنه تم تعليق العملية بسبب مشكلات تتعلق بالبضائع المدخنة، موضحًا أن "الإجراء المؤقت" والتوقف ليوم واحد لحركة السفن، مضيفًا أنه سيتم إجراء التقييمات الخاصة باستئناف الأنشطة.
وأكد المتحدث الرسمي للأمم المتحدة، أن الاتحاد الروسي لم ينسحب من المبادرة ولا يزال ملزمًا بها، لافتًا إلى أن منسق الأمم المتحدة لمبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب، أمير عبدالله، يعمل بالتعاون والتشاور الوثيقين مع الوفد التركي للتأكد من استئناف المشاركة الكاملة لجميع الوفود في مركز التنسيق المشترك، قائلًا إنه سيتم إطلاع الوفدين الروسي والأوكراني على جميع تقارير التفتيش.
ضرورة نقل الغذاء للدول التي بحاجة ماسة له
السفير هارولد أدلاي أجيمان، مندوب غانا الدائم لدى الأمم المتحدة، قال، حول تأثير القرار الروسي بتعليق مشاركة موسكو في مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب، إن المجلس عقد جلسة الإثنين الماضي التي شددت فيها الأمم المتحدة على أهمية استمرار مبادرة الحبوب، وأكدت فيها استعدادها للتحقيق في أي مزاعم بشأن إساءة استخدامها، لافتًا إلى أن المجتمع الدولي أظهر دعمًا قويًا لمبادرة الحبوب، مشددًا على ضرورة أن تظل المبادرة سارية.
وأكد أهمية التأكد من استمرار السفن في نقل الغذاء من الموانئ الأوكرانية إلى البلدان التي هي بحاجة ماسة إلى الغذاء، معربًا عن أمله في أن تنهي روسيا تعليق مشاركتها في المبادرة.
الأمم المتحدة: المبادرة مررت 9.7 مليون طن بأمان
الأمانة العامة للأمم المتحدة في مركز التنسيق المشترك، أفادت بأن ثلاث سفن متجهة إلى الخارج عبرت الممر الإنساني البحري، مشيرًا إلى أن حركة هذه السفن تم الاتفاق عليها من قبل وفود أوكرانية وتركية وأممية، مضيفًا أنه تم إبلاغ الوفد الروسي، قائلًا: "هذه السفن تحمل ما مجموعه 84,490 طن متري من الحبوب والمنتجات الغذائية".
14 سفينة أغذية مرت عبر الممر
بلغ إجمالي حمولة الحبوب والمواد الغذائية المنقولة من الموانئ الأوكرانية بموجب مبادرة البحر الأسود أكثر من 9.7 مليون طن، إذ عبر الممر بأمان ما مجموعه 14 سفينة، 12 سفينة متجهة إلى الخارج، وسفينتان متجهتان إلى الداخل، بما في ذلك سفينة مستأجرة من برنامج الأغذية العالمي.
800 عملية تمشيط لمخازن التخزين
وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارتن جريفيثس، ذكر أنه يمكن تتبع رحلات سفن الشحن في المبادرة في الوقت الفعلي على مواقع الويب العامة، وتشترك جميع الأطراف في المعلومات ذاتها السفن والبضائع والتفتيش والوجهات، إذ تم الوصول إلى بيانات تسعة ملايين ونصف مليون طن من الشحنات على موقع الأمم المتحدة على الإنترنت أكثر من 70 ألف مرة".
وقال المسؤول الأممي إن عمليات التفتيش المشتركة الصارمة، التي تضم المفتشين الروس، تمشط مخازن التخزين وغرف المحركات وخزانات السفن أكثر من 800 مرة.