أفاد مسؤولون في البيت الأبيض بأن الرئيس دونالد ترامب أصبح الشخص الوحيد في الإدارة الأمريكية الذي لا يزال يدعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد أن فقد الأخير ثقة جميع كبار مستشاري الرئيس بسبب ما يعتبرونه محاولات متعمدة لتعطيل اتفاق السلام في غزة.
نتنياهو يفقد حلفاءه في واشنطن
كشف مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض لموقع "أكسيوس" الأمريكي عن حجم الفجوة المتنامية بين نتنياهو وفريق ترامب، قائلًا: "لقد خسرهم جميعًا.. نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، وجاريد كوشنر، وستيف ويتكوف، ورئيسة الأركان سوزي وايلز.. الرئيس هو الوحيد المتبقي الذي لا يزال يحبه".
لكن المسؤول ذاته أضاف تحذيرًا لافتًا، موضحًا أن ترامب نفسه "يريد رؤية صفقة غزة تتحرك بوتيرة أسرع بكثير مما هي عليه الآن"، في إشارة واضحة إلى استياء الرئيس الأمريكي من بطء التقدم في المفاوضات.
وأكد مسؤول آخر بالبيت الأبيض، لـ"أكسيوس"، أن الإسرائيليين "يبدون وكأنهم يندمون على الاتفاق"، في إشارة إلى خطة السلام المكونة من 20 نقطة التي وافق عليها نتنياهو.
لقاء حاسم يحدد مصير الصفقة
يحمل اجتماع الاثنين المقبل بين ترامب ونتنياهو في منتجع مار-أ-لاجو بفلوريدا أهمية استثنائية، إذ يرى مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون أنه قد يحدد مسار عملية السلام برمتها.
وبحسب "أكسيوس"، كان نتنياهو مَن اقترح اللقاء في اتصال هاتفي في الأول من ديسمبر، وسارع فريقه إلى تسريب الخبر والضغط لتحديد موعد، رغم أن ترامب لم يكن متأكدًا في البداية من حاجته للقاء الخامس مع نتنياهو منذ عودته للبيت الأبيض.
ووصف مسؤول إسرائيلي كبير اللقاء بأنه "اجتماع حاسم"، موضحًا لـ"أكسيوس": "ليس واضحًا ما إذا كان ترامب على نفس الخط مع ويتكوف وكوشنر.. نتنياهو يحاول إقناع جمهور مكون من شخص واحد فقط، والسؤال هو هل سينحاز ترامب إليه أم إلى كبار مستشاريه فيما يخص غزة؟".
اتهامات بتعمد تقويض الهدنة
تصاعدت حدة الانتقادات الأمريكية لتصرفات إسرائيل الميدانية، إذ اتهم مسؤولون في البيت الأبيض الجيش الإسرائيلي باتخاذ خطوات تقوِّض وقف إطلاق النار الهش.
ونقل "أكسيوس" عن مصادره أن هذه الخطوات تشمل اغتيال قائد عسكري كبير في حماس وتنفيذ هجمات متعددة أسفرت عن مقتل مدنيين فلسطينيين بينهم أطفال، وهو ما اعتبرته إدارة ترامب انتهاكات لوقف إطلاق النار.
وفي تعليق صريح، قال مسؤول ثالث بالبيت الأبيض لـ"أكسيوس": "أحيانًا نشعر أن قادة الجيش الإسرائيلي على الأرض متسرعون في إطلاق النار بشكل متهور".
الاستعدادات الأمريكية للمرحلة المقبلة
يخطط البيت الأبيض للإعلان عن حكومة فلسطينية تكنوقراطية وقوة استقرار دولية لغزة في أقرب وقت ممكن خلال يناير، وربما عقد "مجلس السلام" الذي يقوده ترامب في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس.
وبحسب مسؤولين أمريكيين تحدثوا لـ"أكسيوس"، جرى فحص المرشحين للحكومة الفلسطينية بالكامل وعرض أسمائهم على عدة دول في المنطقة.
لكن نتنياهو أبدى شكوكًا عميقة حيال أفكار ويتكوف وكوشنر، خاصة بشأن نزع السلاح من غزة، في لقاء حديث مع السيناتور ليندسي جراهام في القدس المحتلة، بحسب مصدر مطلع ذكره "أكسيوس"، ما يجعل موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي على هذه الخطط حجر الزاوية لاستمرار عملية السلام.