ألقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، كلمةً خلال حضوره القمة العربية في الجزائر، اليوم الأربعاء، تطرق فيها إلى عددٍ من التحديات الماثلة أمام دول المنطقة العربية، وتناول خلالها ملفات مهمة، منها مسألة وحدة ليبيا، سد النهضة، التغيرات المناخية، ووحدة المصير العربي.
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ضرورة تعزيز وحدة الصف العربي لمنع التدخلات الخارجية، مشيرًا إلى أن القمة العربية في الجزائر تأتي في توقيت مهم، بالتزامن مع عدد من الأزمات العالمية، منبهًا إلى أن التحديات تشتد إقليميًا وعالميًا.
ودعا الرئيس المصري، في كلمته اليوم الأربعاء أمام القمة العربية في الجزائر، إلى تبني مقاربة لتعزيز قدراتنا العربية، لافتًا إلى أن مصر تطمح إلى شراكة فعلية مع دولنا العربية استنادًا إلى ما يجمعنا من تاريخ مشترك والتطلع إلى مستقبل أكثر ازدهارًا، ضمن سياق أوسع من تعزيز العمل الجماعي العربي.
وشدد على أن مصر لن تدخر جهدًا في سبيل دعم الجامعة العربية التي وصفها بـ"بيت العرب"، بما يحقق مصالح الشعوب الشقيقة، معربًا عن ثقته بأن آليات العمل العربي المشترك ستشهد قوة دفع ملموسة في ظل رئاسة الجزائر للقمة العربية الحالية، مشددًا على أن مصر ستظل داعمةً للأمن القومي العربي.
وحدة المصير
ويرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أن هذا الجمع يلتئم بعد غياب طال أعوامًا ليحمل معه دلالة سياسية تعكس تصميمنا على تطوير علاقاتنا، والتصدي للتحديات المشتركة التي تواجه أوطاننا.
وأضاف أن "انعقاد قمتنا العربية يُعدُّ في حد ذاته دعوةً لاستلهام روح القومية العربية وتجديد عزيمة الصمود من أجل الحفاظ على هويتنا، وتحرير إرادتنا الوطنية، والدفاع عن حقوق شعوبنا وصون مقدراتها".
وواصل الرئيس المصري حديثه قائلًا إننا "في حاجة ماسة اليوم، في ظل تتابع الأزمات العالمية والإقليمية، إلى استذكار محطات التعاون المضيئة في تاريخنا التي تجسدت فيها أسمى معاني العروبة والإخاء والتكاتف لرفع رايات الحق والعدل، وبما يعيد الحقوق لأصحابها، ويحفظ الاستقرار ومستقبل الأجيال القادمة".
وأردف أن "تاريخ أمتنا العربية وما شهدته دولنا من أحداث في الماضي القريب، يثبت لنا جميعًا -بما لا يدع مجالًا للشك- أن ما يؤلم أشقاءنا بالمغرب العربي، سيمتد إلى مصر والمشرق العربي ودول الخليج، وأن عدم الاستقرار في دول المشرق أو فلسطين، تمتد آثاره إلى المغرب العربي، وأن تهديد أمن الخليج هو تهديد لنا جميعًا"، مؤكدًا أن "أمننا القومي العربي هو كل لا يتجزأ، فأينما نولي أنظارنا نجد أن الأخطار التي تداهم دولنا واحدة".
سد النهضة
تطرق بعدها الرئيس المصري إلى ملف سد النهضة، إذ أكد ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم بشأن سد النهضة، لأن ذلك يأتي في سياق وحدة الأمن القومي العربي، من حيث معضلة الأمن المائي التي تؤثر في عدد من الدول العربية، وتنذر بعواقب وخيمة على عدد من الدول العربية.
وشدد الرئيس السيسي على أنه يجب الاستمرار في حثّ إثيوبيا على التحلي بحسن النوايا، للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة الإثيوبي، تنفيذًا للبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن في سبتمبر 2021، والأخذ بأي من الحلول الكثيرة التي طرحت عبر عديد من جولات المفاوضات، بما يصون حياة الشعبين المصري والسوداني.
مؤتمر المناخ
"تواجه المنطقة تحديات في مقدمتها تغير المناخ"، هكذا أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي قال إن التغيرات المناخية باتت واقعًا مفروضًا على العالم، مضيفًا: "أغتنم هذه المناسبة، للإعراب عن تطلعي لاستقبالكم في مصر 7 و8 نوفمبر بقمة شرم الشيخ لتنفيذ تعهدات المناخ".
الأوضاع الليبية
أضاف الرئيس المصري، في كلمته بفعاليات القمة العربية الـ31 المنعقدة حاليًا في الجزائر، أننا "نريد في هذا الإطار أن نشارككم رغبتنا في التوصل في أقرب وقت، إلى تسوية سياسية بقيادة ليبية خالصة، دون إملاءات خارجية، وصولًا إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا، واحترام مؤسسات الدولة وصلاحياتها بمقتضى الاتفاقات المبرمة".
وأعرب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن رغبته في خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، في مدة زمنية محددة، وإعادة توحيد المؤسسات الليبية وحلّ الميلشيات، لضمان عودة وحدة وسيادة ليبيا.
وانطلقت فعاليات القمة العربية، في نسختها الحادية والثلاثين، أمس الثلاثاء بالعاصمة الجزائرية، تحت شعار "لم الشمل"، بحضور عدد كبير من القادة والزعماء العرب، وسط تطلع إلى مخرجات تحقق التوافق حول عديد من القضايا والتحديات التي تواجه المنطقة.
وتأتي أبرز الملفات المطروحة على مائدة القمة العربية التي انطلقت منذ قليل، تطورات الأوضاع في ليبيا واليمن وسوريا، علاوةً على القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية، وملفات أخرى تخص التعاون الاقتصادي والتجاري.