أكد ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى بكل السبل لتجنب الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، عبر تحويل بوصلة الاهتمام الأمريكي إلى ملفات إقليمية أخرى، وفي مقدمتها إيران وسوريا ولبنان.
وأوضح رشوان، في مداخلة مع الإعلامية داليا أبو عميرة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن نتنياهو يحاول إشعال المنطقة بعيدًا عن غزة، مستفيدًا من توتر العلاقات الأمريكية-الإيرانية، على أمل دفع واشنطن إلى مواجهة مع طهران، بما قد يعيد إشعال غزة ويُفشل المرحلة الثانية من الاتفاق، مضيفًا أن هناك "فيتو أمريكي" واضح على عدم تجدد الاشتباكات في غزة.
وأشار رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية إلى أن جميع الشواهد تؤكد أن الإدارة الأمريكية حسمت موقفها من بدء المرحلة الثانية مطلع يناير، لافتًا إلى أن استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي في 29 ديسمبر الجاري يرجح أن يكون إشارة الانطلاق الفعلية للمرحلة الثانية دون لبس.
وشدد رشوان على أن ترامب رجل عملي ويريد استكمال ما يراه حلًا تاريخيًا، وأن الوثيقة الوحيدة التي حملت اسمه في السياسة الخارجية خلال العام كانت خطة وقف إطلاق النار في غزة، ما يعكس مركزية الملف لديه.
ملف التهجير
وفيما يخص العقبات المتوقعة، قال رشوان إن نتنياهو يحاول إعادة صياغة المرحلة الثانية وحصرها في مطلب نزع سلاح المقاومة، وهو ما لا ينص عليه الاتفاق، وتدركه الولايات المتحدة جيدًا، مشيرًا إلى مساعٍ إسرائيلية لإقحام قوة حفظ الاستقرار في أدوار لا تتعلق بتكليفها، مثل نزع السلاح، وهو أمر لن توافق عليه الدول المشاركة.
وأكد رشوان أن محاولات نتنياهو قد تؤدي إلى تأجيل أو إبطاء التنفيذ، لكنها لن تنجح في إيقاف المرحلة الثانية، في ظل إصرار أمريكي ومعرفة مسبقة بتفاصيل الاتفاق وحدوده.
وأضاف رئيس الهيئة العامة للاستعلامات أن ملف التهجير كان وسيظل يراود فئات كثيرة من النخبة والمجتمع الإسرائيلي، خاصة الأكثر تطرفًا والأكثر يمينية، لكن على المستوى الحالي كان الاعتماد الرئيسي لإسرائيل على أن ترامب لم يكن يعلم شيئًا عن المنطقة عندما تحدث عن التهجير وإنشاء ريفييرا.
وأوضح: "لكن بعد الاتصالات التي تمت، خاصة مع الدول الوسيطة، أبرزها مصر مع ترامب والدول الثمانية، فهم الرئيس الأمريكي معنى التهجير، وبالتالي وضع في خطته أنه لا يجبر أحدًا على مغادرة غزة، ومن يغادرها طوعًا له حق العودة".