الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الجامعات المصرية في قلب العالمية.. إنجاز طبي يعيد السمع لمرضى الصمم الخلقي

  • مشاركة :
post-title
إنجاز مصري يعيد السمع لمرضى الصمم الخلقي

القاهرة الإخبارية - أحمد منصور

في وقت تتجه فيه أنظار العالم إلى البحث العلمي التطبيقي بوصفه مفتاحًا لحل أكثر القضايا الإنسانية تعقيدًا، تبرز الجامعات المصرية كفاعل رئيسي في هذا المشهد العالمي، مقدمة نماذج حقيقية على أن الاستثمار في العقول هو الطريق الأقصر للتقدم.

وفي هذا السياق، تحقق كلية الصيدلة بجامعة العاصمة "حلوان سابقًا" إنجازًا علميًا لافتًا، يفتح نافذة أمل جديدة أمام آلاف الأطفال المصابين بالصمم الخلقي حول العالم، عبر أبحاث تطبيقية متقدمة في مجال العلاج الجيني، مؤكدة قدرة البحث العلمي المصري على المنافسة والتأثير دوليًا.

باحث مصري في قلب الاكتشاف

أعلنت كلية الصيدلة بجامعة العاصمة أن الدكتور حازم حسن حقق إنجازًا علميًا عالميًا في مجال علاج الصمم الخلقي، من خلال المشاركة في تطوير علاج جيني مبتكر يُعرف باسم DB-OTO، يستهدف علاج حالات الصمم الناتجة عن نقص جين الأوتوفيرلين "OTOF"، وهو جين أساسي في عملية نقل الإشارات السمعية داخل الأذن.

ويمثل هذا الاكتشاف نقلة نوعية في التعامل مع أحد أكثر أنواع الصمم تعقيدًا، إذ يُعد الصمم المرتبط بجين OTOF من الحالات التي لا يتوافر لها علاج دوائي، وغالبًا ما يُعالج بزراعة قوقعة الأذن.

العلاج الجيني.. من المختبر إلى الأذن

يعتمد العلاج الجديد على توصيل نسخة سليمة من الجين المسبب للمرض مباشرة إلى خلايا السمع داخل القوقعة، باستخدام فيروس آمن ومعدل وراثيًا، من خلال حقنة واحدة داخل الأذن.

كما أُجريت أول دراسة بشرية من نوعها على أطفال يعانون من صمم خلقي شديد، وأسفرت النتائج عن تحسن ملحوظ في القدرة السمعية خلال 24 أسبوعًا فقط، بما أتاح لبعض الحالات استعادة السمع دون الحاجة إلى زراعة قوقعة الأذن، في تطور غير مسبوق بمجال علاج فقدان السمع الوراثي.

إشادة بقيادة الجامعة ودعم البحث العلمي

من جانبه، أشاد الدكتور السيد قنديل، رئيس جامعة العاصمة، بتميز الكوادر الأكاديمية والبحثية بالجامعة، مؤكدًا أن هذا الإنجاز يعكس قدرة الباحث المصري على تقديم حلول علمية مبتكرة للتحديات الصحية والإنسانية.

وأوضح أن الجامعة تضع البحث العلمي التطبيقي في مقدمة أولوياتها، وتسعى إلى توفير بيئة أكاديمية وبحثية محفزة تشجع على الإبداع والابتكار، وتدعم الباحثين للوصول إلى مستويات عالمية من التميز، مشيرًا إلى أن النجاحات التي يحققها أبناء الجامعة في المحافل الدولية تؤكد أن الاستثمار في العقول المصرية هو الطريق الحقيقي للتنمية المستدامة.

خطوة واعدة نحو علاج جذري

وبدوره، أكد الدكتور محمد إبراهيم صالح، عميد كلية الصيدلة، أن هذا الإنجاز يُمثل خطوة فارقة نحو علاج جذري لأنواع محددة من الصمم الوراثي، ويفتح آفاقًا واسعة لاستخدام العلاج الجيني في تحسين جودة حياة الأطفال المصابين بفقدان السمع الخلقي، مشيرًا إلى أن النتائج الأولية للدراسة تمنح الأمل في تغيير خريطة علاج الصمم مستقبلًا.

البحث التطبيقي في صدارة الأولويات

وأوضح الدكتور محمد عبده خضر، وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي، أن الاهتمام بالبحث العلمي وتشجيع الباحثين على الابتكار والعمل في مجالات ذات تأثير حقيقي، أحد أهم أولويات الكلية، مؤكدًا أن هذه السياسة تسهم في تعزيز مكانة الكلية والجامعة علميًا، وتؤهل كوادر بحثية قادرة على المنافسة الدولية، وتمثيل مصر في الصفوف الأولى للبحث الطبي المتقدم.