الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حصاد 2025.. النجوم الشباب يتصدرون المشهد في السينما والدراما المصرية

  • مشاركة :
post-title
عصام عمر وطه دسوقي

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

شهد عام 2025 صعودًا لافتًا لجيل جديد من النجوم الشباب، الذين تصدروا المشهد الفني في السينما والدراما، بعد أن أتيحت لهم فرص حقيقية للبطولة المطلقة وأدوار مؤثرة، مكنتهم من إثبات موهبتهم وقدرتهم على جذب الجمهور، ليس فقط كوجوه صاعدة، بل كنجوم قادرين على قيادة الأعمال وتحقيق النجاح الجماهيري والنقدي في آن واحد.

مشاركة فنية

اللافت في هذا الحراك الفني أن صعود الشباب لم يكن على حساب نجوم الصف الأول، بل جاء في إطار شراكة فنية واضحة مع جيل الكبار، ما منح الأعمال توازنًا وخبرة انعكست على جودتها وانتشارها، ورسخ مفهوم الانتقال السلس للنجومية بين الأجيال.

وبرزت خلال العام أسماء أصبحت عنوانًا لهذا التحول، في مقدمتها أحمد مالك الذي أكد نضجه الفني بحصوله على جوائز مهمة وتألقه في السينما والدراما، إلى جانب طه دسوقي الذي فرض حضوره بقوة في موسم رمضان، وعصام عمر الذي واصل حصد النجاحات والجوائز داخل مصر وخارجها.

كما شهد عام 2025 نشاطًا لافتًا لعدد من النجمات الشابات مثل مايان السيد وياسمينا العبد، اللتين قدّمتا أعمالًا متنوعة بين السينما والتلفزيون، واستطاعتا بناء قاعدة جماهيرية واسعة، في مؤشر واضح على أن الجيل الجديد يمتلك أدوات النجومية الكاملة وقدرة حقيقية على الاستمرار.

وفي السياق ذاته، جاءت مشاركة الشباب إلى جوار نجوم كبار مثل عمرو سعد، أحمد حلمي، ياسمين عبدالعزيز، دنيا سمير غانم، وغادة عبدالرازق، لتشكل أحد أهم أسباب نجاح الموسم، إذ أضفت الخبرة ثقلًا فنيًا على الأعمال، بينما ضخ الشباب طاقة جديدة وروحًا معاصرة جذبت الجمهور، وخلقت حالة من التوازن الفني قلما تحققت في مواسم سابقة، وأسهمت في تقديم أعمال جماهيرية قوية ومتنوعة.

عصام عمر - طه دسوقي
نماذج ملهمة

تصدر الفنان أمير المصري المشهد في 2025 بعدما حقق فيلمه "القصص" إنجازًا كبيرًا بحصوله على جائزة التانيت الذهبي كأفضل فيلم في مهرجان قرطاج السينمائي، إلى جانب مشاركته في مهرجاني تالين "الليالي السوداء" السينمائي في إستونيا، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي.

ولم يتوقف طموحه عند هذا الحد، إذ اختير فيلمه العالمي "Giant" لافتتاح مهرجان البحر الأحمر، مُجسدًا قصة الملاكم العالمي نسيم حامد، بمشاركة النجم بيرس بروسنان وإنتاج سيلفستر ستالون.

من جانبه، عاش أحمد مالك عامًا استثنائيًا، توّج خلاله بجائزة أفضل ممثل في مهرجان الجونة السينمائي عن دوره في فيلم "كولونيا"، الذي شاركه بطولته نخبة من النجوم، وإخراج محمد صيام، كما قدّم فيلم "6 أيام" مع آية سماحة.

وفي إنجاز جماهيري لافت، حقق الثنائي طه دسوقي وعصام عمر نجاحًا غير مسبوق بفيلمهما "سيكو سيكو"، الذي تصدر إيرادات شباك التذاكر في 2025 محققًا أكثر من 188 مليون جنيه.

وتزامن هذا النجاح مع تألق طه دسوقي في عدة أعمال أخرى، أبرزها فيلم "السادة الأفاضل" المعروض حاليًا في دور السينما.

وحصد عصام عمر جائزة أفضل ممثل في مهرجان هوليوود للفيلم العربي عن فيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو"، الذي عُرض في مهرجان فينيسيا، ليكون أول عمل مصري يتواجد في المهرجان بعد غياب 12 عامًا، ويعد أيضًا الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج خالد منصور.

النماذج كثيرة، ولكن هذا يؤكد أن الجيل الحالي لا يملك فقط الحضور، بل يمتلك أيضًا أدوات النجاح والاستمرارية في المشهد الفني المصري.

ياسمينا العبد
جيل شريك للنجاح

قالت الناقدة ماجدة موريس إن عام 2025 يُعد من الأعوام اللافتة في مسيرة الدراما والسينما المصرية، بعدما شهد بروز مجموعة كبيرة من النجوم الشباب، الذين نجحوا في فرض حضورهم بقوة، وتحول بعضهم من مجرد وجوه صاعدة إلى أبطال حقيقيين يحملون الأعمال على أكتافهم.

وأوضحت أن ما يميز هذا الجيل امتلاكه أدوات الأداء الطبيعي والقدرة على التعبير دون افتعال، ما انعكس بوضوح في أعمال حققت صدى جماهيريًا ونقديًا واسعًا.

وأشارت موريس إلى أن أسماء مثل أحمد مالك وطه دسوقي وعصام عمر وأمير المصري قدموا نماذج مختلفة للبطولة الشابة، إذ ظهر أداؤهم صادقًا وقريبًا من الواقع، ونجحوا في تقديم شخصيات معقدة بسلاسة وثقة.

كما لفتت إلى الحضور اللافت لعدد من النجمات الشابات مثل مايان السيد وياسمينا العبد، اللتين استطاعتا التنوع بين أكثر من نوع درامي، وقدمتا أدوارًا أكدت نضجهما الفني وقدرتهما على الاستمرار.

وأضافت أن موسم 2025 أفرز أيضًا وجوهًا شابة أثبتت نفسها بقوة في أدوار مساندة تحوّلت إلى علامات مؤثرة، مثل أحمد غزي، كارولين عزمي، مصطفى غريب، وأحمد عبدالوهاب، وخالد النبوي، مشددة على أن حسن اختيار الأدوار والتعاون مع نجوم كبار منح هؤلاء الشباب فرصة حقيقية للتألق والتعلم في الوقت نفسه.

واختتمت موريس تصريحاتها بالتأكيد أن ما حدث في 2025 يعكس وعيًا متزايدًا لدى صُنّاع الدراما بأهمية التجديد، وأن الجيل الجديد بات شريكًا أساسيًا في صناعة النجاح، وليس مجرد إضافة مؤقتة للمشهد الفني.

نور النبوي
طارق الشناوي

كشف الناقد الفني طارق الشناوي أن عام 2025 مثل نقطة تحول حقيقية في مسار النجوم الشباب، مؤكدًا أن الموسم الأخير أثبت أن الساحة الفنية لم تعد تعتمد فقط على الأسماء الجماهيرية التقليدية، بل أصبحت أكثر انفتاحًا على المواهب القادرة على تحمل المسؤولية الفنية للبطولة والمنافسة على شباك التذاكر.

وأوضح أن ما يميز نجوم هذا الجيل امتلاكهم وعيًا مبكرًا بأدوات التمثيل واختيار الأدوار، ما جعل حضورهم يبدو طبيعيًا وغير مصطنع أمام الكاميرا.

وأشار الشناوي إلى أن أسماء مثل أحمد مالك وطه دسوقي قدمت نموذجًا واضحًا للنجم الشاب، الذي يجمع بين الموهبة والحس الجماهيري، سواء في الدراما أو السينما، لافتًا إلى أن نجاحهم لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة تراكم خبرات واختيارات ذكية.

كما نوّه بتجربة عصام عمر، التي اعتبرها من أهم التجارب، نظرًا لقدرته على تقديم شخصيات قريبة من الواقع دون مبالغة، وهو ما يفتقده كثير من الممثلين في المراحل الأولى من نجوميتهم.

وأضاف أن الموسم نفسه أتاح مساحات مهمة لوجوه شابة أخرى مثل أحمد غزي، مصطفى غريب، وأحمد عبدالوهاب، الذين نجحوا في لفت الانتباه حتى من خلال أدوار غير تقليدية، مؤكدًا أن الرهان الحقيقي العام الجاري كان على الأداء وليس حجم الدور.

واختتم الشناوي تصريحاته بالتأكيد أن ما يشهده المشهد الفني حاليًا بداية لإعادة تشكيل خريطة النجومية في مصر، إذ أصبح الشباب طرفًا أساسيًا في صناعة النجاح، وليس مجرد أسماء يتم الدفع بها في الصفوف الخلفية.

أمير المصري
موجة جديدة متكاملة

يرى الناقد كمال رمزي أن ما يشهده عام 2025 من حضور قوي للنجوم الشباب في السينما والدراما لا يمكن التعامل معه باعتباره مجرد تصنيف عمري أو ظاهرة مؤقتة، بل أقرب إلى موجة جديدة متكاملة، تتشكل مع ظهور جيل جديد من الممثلين والمخرجين والكتاب، الذين تجمعهم رؤى فنية متقاربة وتجارب نابعة من روح زمن واحد.

ويؤكد رمزي أن ما يحدث حاليًا يعيد إلى الأذهان تجارب أجيال سابقة صنعت تحولات واضحة في السينما المصرية، مثل جيل عاطف الطيب وبشير الديك، الذين كونوا موجة مؤثرة دون السعي إلى وضع تصنيفات أو لافتات، وإنما فرضوا أنفسهم بقوة أعمالهم واختلاف رؤيتهم.

ويضيف أن المشترك بين تلك التجارب وما يشهده المشهد في 2025، الجرأة في الطرح، والبحث عن أشكال جديدة للتعبير، والابتعاد عن القوالب التقليدية.