وجّه البابا ليو الرابع عشر، اليوم الخميس، نداءً إنسانيًا مؤثرًا وغير معتاد في أول قداس لعيد الميلاد يترأسه بصفته أول حبر أعظم من الولايات المتحدة، حيث خصص جزءًا كبيرًا من عظته للتنديد بالأوضاع الكارثية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، متجاوزًا الأجواء الروحانية المعتادة للقداس بلمسات سياسية وإنسانية مباشرة.
وفي كلمته بكاتدرائية القديس بطرس، تساءل البابا بنبرة سادها التأثر: "كيف لنا ألا نفكر في الخيام في غزة، التي ظلت لأسابيع مكشوفة أمام المطر والرياح والبرد؟"، بحسب فرانس برس.
وندّد البابا بما وصفه بـ "الركام والجروح المفتوحة" التي تخلفها النزاعات، مشيرًا إلى "هشاشة السكان العُزّل" الذين يواجهون ويلات الحروب المتواصلة التي تترك آثارًا غائرة في الوجدان الإنساني.
يأتي خطاب البابا في ختام عام خيّمت عليه الصراعات المريرة، لكنه حمل في طياته بارقة أمل بسلام مرتقب في غزة.
وكان الحبر الأعظم قد دعا مطلع هذا الأسبوع إلى "هدنة عالمية ليوم واحد"، وهي الدعوة التي لم تلقَ استجابة في جبهات أخرى مثل أوكرانيا حيث تواصل القتال، مما جعله يجدد دعوته للسلام العالمي من فوق شرفة الكاتدرائية.
وكان البابا قد استبق الاحتفالات بترؤس قداس مساء الأربعاء، واصفاً الميلاد بأنه احتفال بـ "الإيمان والإحسان والأمل"، محاولاً بذلك لمّ شمل العالم حول القيم الإنسانية المشتركة في ظل الانقسامات الراهنة.