الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بوتين: "زمام المبادرة بأيدينا" وكرة السلام في ملعب الغرب وكييف

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

القاهرة الإخبارية - متابعات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة أن قوات موسكو تتقدم عبر ساحة المعركة في أوكرانيا، وأعرب عن ثقته في أن الكرملين سيحقق أهدافه عسكريًا إذا لم توافق كييف على شروط روسيا في محادثات السلام.

أعلن بوتين في مؤتمره الصحفي السنوي أن القوات الروسية "استولت بالكامل على زمام المبادرة الاستراتيجية" وأنها ستحقق المزيد من المكاسب بحلول نهاية العام.

وقال بوتين في المؤتمر الصحفي المباشر، الذي يتزامن مع برنامج اتصال على مستوى البلاد يتيح للروس في جميع أنحاء البلاد فرصة طرح الأسئلة على زعيمهم: "تتقدم قواتنا على طول خط التماس، بشكل أسرع في بعض المناطق وأبطأ في مناطق أخرى، لكن العدو يتراجع في جميع القطاعات".

عُقد المؤتمر الصحفي هذا العام على خلفية خطة سلام في أوكرانيا طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ورغم الجهود الدبلوماسية المكثفة، اصطدمت مساعي واشنطن بمطالب متضاربة بشدة من موسكو وكييف.

بينما ركز الحدث سابقًا بشكل كبير على القضايا الداخلية - وأتاح لبوتين فرصة الخوض في مواضيع تتراوح بين أسعار البيض وانقطاع المياه - فقد هيمنت أوكرانيا على المشهد هذا العام. ونظرًا لكونه حدثًا مُنسقًا بدقة، فقد يعكس ذلك رغبة الكرملين في تهدئة الرأي العام بعد ما يقرب من أربع سنوات من القتال.

المطالب الروسية

أكد بوتين مجددًا أن موسكو مستعدة لتسوية سلمية تعالج "الأسباب الجذرية" للصراع، في إشارة إلى الشروط الصعبة التي وضعها الكرملين للتوصل إلى اتفاق.

يطالب الزعيم الروسي بالاعتراف بجميع المناطق التي سيطرت عليها قواته في أربع مناطق رئيسية، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني عام 2014، كجزء من الأراضي الروسية.

كما أصرّ على انسحاب أوكرانيا من بعض المناطق في شرق أوكرانيا التي لم تسيطر عليها القوات الروسية بعد. وقد رفضت كييف علنًا جميع هذه المطالب.

كما أصر الكرملين على أن تتخلى أوكرانيا عن محاولتها الانضمام إلى التحالف العسكري الغربي لحلف الناتو، وحذر من أنه لن يقبل نشر أي قوات من أعضاء الناتو وسيعتبرهم "هدفًا مشروعًا".

وقال بوتين مرارًا وتكرارًا إن على أوكرانيا الحد من حجم جيشها ومنح اللغة الروسية مكانة رسمية، وهي مطالب قدمها منذ بداية الصراع.

مصادرة الأصول الروسية

حذر بوتين من أي مصادرة للأصول الروسية، مشيرًا إلى أنها ستؤدي إلى نتائج عكسية في ظل مواجهة أوكرانيا للتقدم الروسي المتواصل عبر خط الجبهة والهجمات المستمرة على منشآتها للطاقة، وأصبحت على وشك الإفلاس - وهي في أمس الحاجة إلى المزيد من الأموال من حلفائها الغربيين.

وعلق بوتين قائلاً إن استخدام الأصول الروسية لمساعدة كييف كان سيرقى إلى مستوى "السرقة"، مضيفًا أن هذه الخطوة كانت ستثير ذعر المستثمرين، "مما لا يوجه ضربة للصورة فحسب، بل يقوض الثقة في منطقة اليورو".

أكّد بوتين أن الكرة في ملعب أوكرانيا والغرب في المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب، مشيرًا إلى أن موسكو قبلت بتسوية في هذا السياق.

وصرّح بوتين أن "الكرة هي بالكامل في ملعب خصومنا الغربيين، قادة النظام في كييف والجهات الأوروبية الراعية لهم في المقام الأول"، معربًا عن الاستعداد "للتفاوض وإنهاء النزاع بسبل سلمية".

أكّد أن روسيا لا تنوي مهاجمة بلدان أخرى إذا عوملت "باحترام"، متّهمًا الغرب "بالخداع" من خلال الاستمرار في توسيع صفوف حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال بوتين: "لن تطلق أي عملية إذا قمتم بمعاملتنا باحترام وراعيتم مصالحنا"، ردًا على سؤال حول "عمليات عسكرية خاصة جديدة"، وهي التسمية التي تطلقها روسيا على الحرب في أوكرانيا.

أكّد الرئيس الروسي أنه لا يعتبر نفسه مسؤولًا عن قتلى الحرب في أوكرانيا التي اندلعت قبل قرابة أربع سنوات.

وصرّح بوتين: "لا نعتبر أنفسنا مسؤولين عن وفاة الناس لأننا لم نبدأ هذه الحرب"، ناسبًا المسؤولية عن النزاع إلى السلطات الأوكرانية.