مع اقتراب مأساة زلزال سوريا وتركيا، من يومها السادس، تتضاءل فرص العثور على ناجين يوماً بعد الآخر، ويدور السؤال، حول المدة التي يمكن أن يقضيها الإنسان، دون ماء أو طعام، خاصةً أن نحو 60% على الأقل من جسد الإنسان يتكون من الماء.
ووفقا لـصحيفة الإندبندنت، على عكس الطعام، أقصى مدة يمكن أن يعيشها الإنسان دون ماء، تصل إلى أسبوع، فيما يُمكن أن يبقى على قيد الحياة، دون طعام، لأكثر من ثلاثة أسابيع، فقد ظل "المهاتما غاندي 21 يومًا دون طعام".
بداية فشل الأعضاء
إلا أن هناك الكثير من العوامل تؤثر في الوقت الذي يُمكن أن يبقاه الإنسان دون ماء، فيحدث الجفاف بسرعة، ويؤدي إلى العطش الشديد، والإرهاق، وفي النهاية تفشل الأعضاء، ففي اليوم الأول بدون ماء قد يشعر الإنسان بالعطش وفي اليوم الثالث، قد يدخل الشخص في مرحلة فشل الأعضاء، وفقًا لموقع medicalnewstoday، ويختلف تأثير الجفاف من شخص إلى آخر، فلكل شخص مستوى تحمل مُختلف، فالبعض قد يكون قادرًا على البقاء على قيد الحياة دون ماء بشكل أكبر من الآخرين، إذ يحتاج الجسد للماء حتى يقوم بالعديد من الوظائف الأساسية.
وأفاد الموقع، أنه كقاعدة عامة، يُمكن أن يعيش أي شخص بدون ماء لمدة 3 أيام تقريبًا، ومع ذلك هناك عدة عوامل مؤثرة، مثل كمية المياه التي يحتاجها الفرد، وتشمل تلك العوامل "العمر، مستويات النشاط، الصحة العامة، الطول والوزن، الجنس".
أيضًا إذا كان الإنسان يأكل، فما يأكله قد يؤثر على كمية الماء التي يحتاجها، فإذا كان الإنسان يتناول أطعمة غنية بالمياه، مثل الفواكه أو العصائر، فهو لن يحتاج إلى الكثير من الماء كمن يتناول الأطعمة الجافة.
أيضا يتأثر بقاء الإنسان على قيد الحياة، بالظروف المحيطة، فمن يعيش في مناخ شديد الحرارة سيتعرق، مما يؤدي لفقدان المياه بسرعة، وبالنسبة للأوضاع في سوريا وتركيا حاليًا فالأجواء شديدة البرودة، وبالتالي يؤدي ذلك إلى قلة في فقدان المياه، وإتاحة المزيد من الوقت للأشخاص.
كيف يتأثر الجسم بدون ماء؟
يحتاج الجسم إلى الماء في كل العمليات الحيوية تقريبًا، كتنظيم درجة حرارة الجسم، والهضم، وترطيب الأغشية المخاطية، وتوازن درجة الحموضة، وتزييت المفاصل والحبل الشوكي، ومساعدة الدماغ، وتوصيل الأكسجين في أنحاء الجسم، فبدون الماء لا يستطيع الجسم العمل بشكل صحيح.
كما يساعد الماء الجسم على إزالة السموم من الخلايا وإخراجها عن طريق البول والتنفس، وبالتالي بدون الماء، لا يستطيع الجسم القيام بذلك بكفاءة، مما يؤدي إلى تراكم السموم، وبالتالي تتأثر الكلى وتتراكم السموم، وإذا فشلت الكلى، فإن السموم تتراكم بشكل أكبر، مما يؤدي إلى فشل الأعضاء على نطاق واسع والموت.