الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

310 أوراق روسية عن نشاط بيولوجي في أوكرانيا.. هل تقنع موسكو مجلس الأمن بتشكيل لجنة تقصي؟

  • مشاركة :
post-title
الممثل الدائم للاتحاد الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

يصوّت مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، على قرار يقضي بتشكيل لجنة للتحقيق في المزاعم الروسية بشأن قيام أوكرانيا والولايات المتحدة بأنشطة "عسكرية بيولوجية"، تنتهك اتفاقية حظر استخدام الأسلحة البيولوجية.

310 أوراق روسية عن النشاط البيولوجي في كييف

وزّعت روسيا وثيقة، تألفت من 310 أوراق، على أعضاء المجلس الأسبوع الماضي، تزعم وجود نشاط بيولوجي في أوكرانيا، بدعم من وزارة الدفاع الأمريكية.

تضمنت الوثيقة شكوى رسمية إلى مجلس الأمن، بموجب المادة السادسة من اتفاقية الأسلحة البيولوجية لعام 1972، ومشروع قرار يفوض مجلس الأمن بتشكيل لجنة تتألف من أعضاء المجلس الخمسة عشر للتحقيق في مزاعم روسي، حسبما أوردت وكالة "أسوشيتد برس".

دبلوماسيون لا يرجحون تبني القرار

استبعد دبلوماسيون أن يتبنى مجلس الأمن مشروع القرار الروسي عند طرحه للتصويت في وقت متأخر من بعد ظهر الأربعاء.

وتتطلب الموافقة ما لا يقل عن تسعة أصوات بـ"نعم"، مع عدم استخدام حق النقض من أحد الأعضاء الخمسة الدائمين، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين.

جلسة تهديدات السلم والأمن الدوليين

اجتمع مجلس الأمن الدولي، في 27 أكتوبر الماضي، بشأن أوكرانيا في إطار بند جدول الأعمال "التهديدات للسلم والأمن الدوليين"، بناءً على طلب روسيا، إذ ناقش التقارير المتعلقة بمزاعم تطوير برنامج بيولوجي عسكري في أوكرانيا.

قال أديجي إيبو، نائب الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح لمجلس الأمن، في الجلسة سابق الإشارة إليها، إن "الأمم المتحدة ليست على علم بأي برامج أسلحة بيولوجية من هذا القبيل، ولا يزال هذا هو الحال اليوم"، مضيفًا أن "الأمم المتحدة لا تملك حاليًا التفويض، ولا القدرة التشغيلية التقنية للتحقيق في هذه المعلومات".

واستشهد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، باتفاق 2005 بين البنتاجون ووزارة الصحة الأوكرانية بشأن التعاون على منع نشر التقنيات ومسببات الأمراض والمعلومات التي يمكن استخدامها لتطوير أسلحة بيولوجية.

قال نيبينزيا: "تنعكس المشاركة المباشرة للبنتاغون في تمويل النشاط البيولوجي العسكري في أوكرانيا في خطة تقديم المساعدة الفنية لبعض المستفيدين من وزارة الدفاع الأوكرانية، بتاريخ 2018. وهذا بموجب اتفاق 2005".

من جانبها، أكدت كريستينا جايوفيشين، نائبة المندوب الأوكراني الدائم لدى الأمم المتحدة، أمام المجلس: "لم تقم أوكرانيا مطلقًا بتطوير أو إنتاج أو تخزين أسلحة بيولوجية أو كيميائية، بمفردها أو مع شخص آخر"، مضيفة: "بلدنا لا يمتلك بنية تحتية مواتية لتطوير وإنتاج الأسلحة البيولوجية".

بدورها، وصفت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، الاجتماع بأنه "مضيعة هائلة للوقت"، وأكدت أن "الولايات المتحدة ليس لديها برنامج أسلحة بيولوجية، وليست هناك مختبرات أسلحة بيولوجية أوكرانية تدعمها الولايات المتحدة".

وأوضحت جرنفيلد قائلة: "تمتلك أوكرانيا وتدير بنية تحتية لمختبرات الصحة العامة، كما تفعل عديد من البلدان التي تسعى إلى حماية نفسها من الأمراض المعدية".

تشكيك في الاتهامات الروسية

شكك علماء مستقلون، وقادة أوكرانيون، ومسؤولون في البيت الأبيض والبنتاجون في الاتهامات الروسية بشأن معامل الحرب البيولوجية الأمريكية السرية في أوكرانيا. حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".

وحذرت واشنطن، في تصريحات صدرت عن جهات مسؤولة، من أنّ الهدف من هذه "المزاعم" -بحد وصفها- ربما يكون التحضير لإمكانية أن تستخدم القوات الروسية قريبًا مثل هذه الأسلحة في أوكرانيا.

وثائق موسكو.. 30 مختبرًا بيولوجيًا ممولًا بـ32 مليون دولار

وبعد وقت قصير من بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، تحديدًا في 9 مارس 2022، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها حصلت على مستندات تؤكد تخطيط كييف للهجوم على المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لموسكو شرقي أوكرانيا.

تحدثت الدفاع الروسية، حينها، عن وثيقة تم اعتراضها من الحرس الوطني الأوكراني، تحمل خططًا لعملية تستغرق أسابيع تستهدف منطقة دونباس.

تضمنت الوثيقة، وفقًا لموسكو، خطة إعداد إحدى المجموعات الضاربة للعمليات الهجومية في منطقة ما يسمى "عملية القوات المشتركة" في دونباس، وحملت "التوقيعات الأصلية للمسؤولين عن تنفيذ مهام قيادة الحرس الوطني الأوكراني" بحسب بيان وزارة الدفاع الروسية.

وكشفت الدفاع الروسية، في 24 مارس 2022، خريطة تُظهر 30 مختبرًا في 14 مدينة وبلدة في أوكرانيا، قالت إنها كانت منخرطة في ممارسة "أنشطة بيولوجية واسعة النطاق" خلال فترة بين 2018 و2020، بحجم تمويل للمشروع قدرته بنحو 32 مليون دولار.

وأكد قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي في الجيش الروسي، إيجور كيريلوف، حينها، أن الوثائق التي أصبحت بحوزة موسكو، تسلط الضوء على صلات بين مؤسسات في الولايات المتحدة ومواقع بيولوجية عسكرية في أوكرانيا.

مختبرات كييف البيولوجية

وتمتلك أوكرانيا شبكة من المختبرات البيولوجية التي حصلت على التمويل والدعم البحثي من الولايات المتحدة. وتمتلك وتدير أيضًا جزءًا من مبادرة "برنامج الحد من التهديدات البيولوجية" التي تهدف إلى تقليل احتمال تفشي الأمراض القاتلة، سواء أكانت طبيعية أو من صنع الإنسان، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".

ولسنوات عدة، جاهرت وزارة الدفاع الأمريكية، بتمويلها برنامج المختبرات الحيوية الأمريكي للحد من خطر برامج أسلحة الدمار الشامل، إذ يسعى البرنامج إلى تفكيك البنية التحتية ومراكز الأبحاث لإنتاج أسلحة الدمار الشامل البيولوجية التي بُنيت من دول الاتحاد السوفيتي خلال فترة الحرب الباردة.