أبلغ رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية اللواء شلومي بيندر، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأمم المتحدة مايك والتز، بأن الضربات الإسرائيلية فشلت في إعاقة برنامج الصواريخ البالستية الإيراني بشكل كبير، وأن طهران استعادت بالفعل الإنتاج الكامل، ما أعاد ترسانتها إلى مستويات ما قبل الهجوم.
فشل الضربات الإسرائيلية
في إحاطة استخباراتية مُفصلة، أطلع بيندر المسؤول الأمريكي على الجهود الإيرانية المُكثّفة لإعادة بناء ترسانتها الصاروخية ومنظومات دفاعاتها الجوية التي تضررت جراء الهجمات الإسرائيلية.
وبحسب ما كشفه موقع "المونيتور"، قدَّم رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية معلومات دقيقة تشير إلى أن التقييمات الأوليّة للأضرار التي لحقت بصناعة الصواريخ الباليستية الإيرانية كانت مبالغًا فيها، وأن الواقع على الأرض أقل تفاؤلًا بكثير مما كانت تأمله تل أبيب.
مستويات ما قبل الهجوم
ونقل "المونيتور" عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن إيران نجحت في استعادة قدرتها الإنتاجية الكاملة في مجال الصواريخ الباليستية، وأنها تمتلك حاليًا ترسانة تقدر بنحو 2000 صاروخ باليستي ثقيل.
ويشير الموقع إلى أن المثير للقلق أن هذا الرقم يعادل تقريبًا نفس عدد الصواريخ التي كانت إيران تمتلكها في الفترة التي سبقت الهجمات الإسرائيلية المُكثَّفة على منشآتها النووية والصاروخية في يونيو الماضي، مما يعني أن طهران تمكنت من محو آثار تلك الضربات بالكامل خلال أشهر قليلة.
وتكشف هذه المعلومات عن قدرة إيرانية ملحوظة على إعادة بناء بنيتها التحتية العسكرية بسرعة غير متوقعة، رغم الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مراكز إنتاجها الاستراتيجية.
كما تشير المعلومات إلى أن شبكة الإنتاج الإيرانية قد تكون أكثر تعقيدًا وانتشارًا مما كانت التقديرات الإسرائيلية تفترض، مع احتمال وجود مصانع ومنشآت بديلة أو سرية لم تصل إليها الضربات.
خطوط حمراء وإجراءات قادمة
في تصريح لافت يعكس مستوى القلق الإسرائيلي من الوضع المتصاعد، حذَّر المصدر الأمني، الذي تحدث لـ"المونيتور" من خطورة الموقف، قائلًا: "هذا تهديد لن تستطيع إسرائيل قبوله لفترة طويلة، ويجب علينا التنسيق مع الأمريكيين بشأن الخطوط الحمراء والإجراءات التي سنتخذها مستقبلًا، ربما حتى في المستقبل القريب".
ويوضح الموقع أن استخدام عبارة "المستقبل القريب" في هذا السياق تحمل دلالات واضحة على احتمال قيام إسرائيل بعمليات عسكرية جديدة ضد المنشآت الإيرانية، لكن هذه المرة بعد تنسيق أوثق مع الإدارة الأمريكية وربما بمشاركتها أو دعمها المباشر، ما يعكس أيضًا إدراكًا إسرائيليًا بأن الجولة السابقة من الضربات لم تحقق الأهداف المرجوة منها، وأن هناك حاجة لنهج مختلف أكثر شمولية وفعالية.
الملف الإيراني على طاولة قمة فلوريدا
أشار المصدر الأمني لـ"المونيتور" إلى أن التهديد الإيراني المتصاعد سيكون أحد الملفات المحورية التي ستطرح خلال القمة المرتقبة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 29 ديسمبر بفلوريدا.
ورغم أن إيران تمثِّل تهديدًا إستراتيجيًا أكبر على المدى البعيد لإسرائيل، إلا أن المصادر الإسرائيلية تشير إلى أن تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب للسلام في قطاع غزة يظل القضية الأكثر إلحاحًا وإثارة للجدل قبيل اللقاء المرتقب، مما يعني أن نتنياهو سيواجه تحديًا في تقسيم وقت القمة بين ملفين بالغي الأهمية والحساسية.