جدّد الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم الاثنين، رفضه الاتهامات المتعلقة بعدم قيام الجيش بدوره الكامل في جنوب الليطاني.
وجاء ذلك خلال لقاء عون مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، في مستهل زيارته إلى لبنان.
وأضاف الرئيس اللبناني قائلاً: "هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، فالجيش منذ انتشاره قبل عام، نفّذ مهمته كاملة في كل المناطق التي حلّ فيها، وفقد 12 شهيدًا أثناء تأديته لمهامه وفق ما حدّدته قيادة الجيش. وهذا ما أكّدته قيادة القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل)، ولمسه كل من زار الجنوب، ومنهم أخيرًا سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن. الجيش في جاهزية تامة للتعاون مع لجنة الميكانيزم، التي نوّه رئيسها بفعالية الجيش وبقيامها بواجبها كاملًا، وبالتالي فإن القول بأن الجيش لا ينفذ مهمته كما يجب ادعاء غير صحيح، وقول مرفوض جملة وتفصيلًا".
كما جدّد الرئيس عون التأكيد على التنسيق الكامل القائم بين الجيش واليونيفيل، مشدداً على ضرورة توفير العتاد والتجهيزات الضرورية ليتمكن الجيش من تنفيذ المهام الموكلة إليه، التي لا تقتصر على جنوبي الليطاني فقط، بل تشمل كل الأراضي اللبنانية.
وأبلغ عون الموفد الرئاسي الفرنسي أن "لبنان يرحّب بأي دور فرنسي في إطار لجنة الميكانيزم، يسهم في تحقيق الأهداف الأساسية للمفاوضات التي تجري ضمن هذه اللجنة، والتي تهدف إلى وقف الأعمال العدائية، والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الجنوبية المحتلة، وإطلاق الأسرى اللبنانيين، وتصحيح النقاط العالقة على الخط الأزرق".
وأكد الرئيس اللبناني أن "المواقف الداعمة للبنان، التي أعلنها دائمًا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تعكس عمق العلاقات اللبنانية-الفرنسية المتجذرة في التاريخ، والتي نحرص على تطويرها في المجالات كافة".
وشرح عون للموفد الرئاسي الفرنسي المعطيات التي أدت إلى تفعيل اجتماعات لجنة الميكانيزم، وتولّي السفير السابق سيمون كرم رئاسة الوفد اللبناني، مشيرًا إلى أن الاجتماع المقبل للجنة في 19 ديسمبر الجاري يفترض أن يباشر البحث في النقاط المطروحة وفق الأولويات المحددة.
وقال: "موقفنا من تحريك اجتماعات الميكانيزم يعكس رغبتنا في التفاوض لإيجاد حلول دبلوماسية، لأننا لا نريد مطلقًا اعتماد لغة الحرب. ولعل ردود الفعل الإيجابية التي تلت موقف لبنان من الدول الشقيقة والصديقة تعني التأييد لهذه الخطوة، وتخفف حتماً الضغط الذي كان سائداً مع استمرار الاعتداءات ضد لبنان".
وأشار إلى أن "القوات الإسرائيلية تواصل تدمير المنازل والممتلكات، ولا تفتح المجال أمام الجيش واليونيفيل ولجنة الميكانيزم للتأكد من خلوّها من العناصر المسلحة".
ولفت عون إلى أن "لبنان يؤيد أي تدقيق تقوم به لجنة الميكانيزم في الإجراءات المطبقة في جنوبي الليطاني وفق قرار مجلس الأمن 1701".
وعن مرحلة ما بعد انسحاب اليونيفيل خلال عام 2027، أوضح عون للموفد الرئاسي الفرنسي أن "لبنان يرحب بالرغبة التي أبدتها دول من الاتحاد الأوروبي في استمرار مساهمتها في حفظ الأمن على الحدود، بالتعاون مع الجيش اللبناني، وذلك بعد وضع الأطر القانونية المناسبة لذلك"، مؤكدًا "أهمية حصول الجيش على الدعم المطلوب".
وشدّد على أن "الجيش سيتحمل مسؤوليته كاملة في حماية حدوده، سواء تحقق هذا الدعم أو لم يتحقق".