الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نظام عالمي متعدد الأقطاب.. مودي وبوتين يعززان العلاقات لمواجهة الضغوط الأمريكية

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي

القاهرة الإخبارية - متابعات

التقى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة؛ لإجراء محادثات تهدف إلى توطيد العلاقة بين البلدين، في وقت تواجه نيودلهي ضغوطًا أمريكية شديدة لوقف مشترياتها من النفط الروسي في ظل الحرب التي تخوضها موسكو في أوكرانيا.

وحيا مودي أمام الصحفيين ضيفه باعتباره "صديقًا حقيقيًا"، وأبدى تفاؤله بشأن إيجاد تسوية للحرب في أوكرانيا مؤكدًا: "علينا جميعا العودة إلى طريق السلام".

وردَّ "بوتين" شاكرًا لمودي الجهود الرامية إلى إيجاد تسوية لهذا الوضع، مشيدًا بالعلاقات العميقة تاريخيًا بين البلدين، وبالثقة الكبرى في التعاون العسكري والتقني بينهما.

وتُجرى الزيارة في وقت تواجه الهند صعوبات في علاقاتها مع الولايات المتحدة، إذ تتهمها واشنطن بالمساهمة في تمويل المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا بمواصلة شراء النفط الخام الروسي بأسعار مخفضة.

وقال أشوك مالك، من "مجموعة آسيا" للدراسات لوكالة "فرانس برس"، إن هذه الزيارة تندرج ضمن سياسة الهند القاضية بالتنويع على صعيد الإستراتيجية والاقتصاد، وخصوصًا في وقت تعاني وضعًا صعبًا جراء الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة.

وفرض ترامب في أواخر أغسطس رسومًا جمركية إضافية بنسبة 50% على الصادرات الهندية، فيما كانت تجري محادثات ثنائية حول اتفاقية تبادل حر.

وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد ذلك أنه "حصل على وعد من مودي بوقف واردات النفط الخام الروسي"، التي تمثل 36% من إجمالي النفط المكرر في الهند.

عالم متعدد الأقطاب

وأصبحت الهند، الدولة الأكثر سكانًا في العالم، مشتريًا رئيسيًا للنفط الروسي، ما وفر عليها مليارات الدولارات ووفر لموسكو في المقابل سوقًا للتصدير كانت في أمسِّ الحاجة إليها بعدما قاطعها المستوردون التقليديون في أوروبا بسبب الحرب.

لكن نيودلهي خفضت أخيرًا وارداتها من النفط الخام تحت ضغط العقوبات المفروضة على شركتي "روسنفت" و"لوك أويل"، أكبر منتجي النفط في روسيا.

غير أن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أعلن قبل زيارة الرئيس الروسي قائلًا: "لا شك لدينا إطلاقًا بأن هذه المبادلات تأتي بمنفعة كبيرة للهند وهي مفيدة للطرفين".

وتفادت الهند إلى الآن التنديد صراحة بالعملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، ونجحت في الوقت نفسه في الحفاظ على علاقاتها مع أوروبا والولايات المتحدة.

ولم يتخذ مودي موقفًا بهذا الشأن إلا عام 2022 خلال لقاء مع بوتين في أوزبكستان، إذ طالب بوضع حد للحرب في أسرع وقت ممكن.

وأكد مرارًا منذ ذلك الحين تمسكه بنظام عالمي "متعدد الأقطاب"، وقاوم المطالبات الغربية باتخاذ مسافة عن روسيا.

شراء الأسلحة

ورغم اتجاه الهند مؤخرًا إلى موردين آخرين لشراء الأسلحة ومن بينهم فرنسا، وتعطي الأفضلية للأسلحة التي تنتجها داخليًا، إلا أن موسكو تبقى من موردي الأسلحة الرئيسيين لها.

وبعد الاشتباكات التي جرت مع باكستان في مايو، أبدت الهند اهتمامها بشراء أنظمة دفاع جوي روسية متقدمة جديدة من طراز "إس-400"، وقال بيسكوف حول ذلك: "لا شك أنه سيتم بحث هذا الموضوع خلال الزيارة".

وأفادت الصحافة الهندية كذلك باهتمام الجيش الهندي بالطائرات المقاتلة الروسية من طراز "سوخوي-57".

كما يسعى مودي وبوتين لإعادة التوازن إلى المبادلات التجارية الثنائية التي بلغت مستوى غير مسبوق محققة 68.7 مليار دولار خلال الفترة 2024-2025، غير أنها تسجل في الوقت الحاضر اختلالًا كبيرًا لصالح روسيا.