عُقدت اليوم الأربعاء، محادثات مباشرة بين ممثلين عن لبنان وإسرائيل، لأول مرة منذ أكثر من 40 عامًا، وذلك ضمن إطار لجنة مراقبة وقف إطلاق النار (الميكانيزم)، برئاسة الولايات المتحدة.
ووصف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الاجتماع بأنه عُقد "في أجواء إيجابية".
يأتي هذا الاجتماع خطوة نحو مطلب أمريكي قائم منذ أشهر لتوسيع نطاق الحوار بين الخصمين، بما يتماشى مع أجندة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاتفاقات السلام في الشرق الأوسط.
شرط إسرائيل
أعلن مكتب نتنياهو أنه تم الاتفاق على "بلورة أفكار لتعزيز تعاون اقتصادي محتمل بين إسرائيل ولبنان"، واتفق الطرفان على عقد نقاش آخر للمتابعة، بحسب "رويترز".
شددت إسرائيل على أن "نزع سلاح حزب الله أمر لا مفرّ منه"، مؤكدة أن هذا المطلب إلزامي ولا علاقة له بالتقدم المحتمل في التعاون الاقتصادي بين البلدين اللذين ما زالا رسميًا في حالة حرب.
توسيع نطاق المحادثات
شهد الاجتماع إرسال ممثلين مدنيين جدد إلى اللجنة، بما يمثل توسيعًا لنطاق المحادثات التي كانت مقتصرة سابقًا على الشق العسكري. ورأس وفد لبنان سفيره السابق في واشنطن، سيمون كرم.
عبّر رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، عن أمله في أن تساعد مشاركة المدنيين في الاجتماعات في "نزع فتيل التوتر"، مشيرًا إلى أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة كانت "إشارة تصعيدية واضحة".
أكد سلام أن لبنان منفتح على قيام اللجنة بدور التحقق المباشر من مزاعم إسرائيل حول إعادة تسليح حزب الله، كما أشار إلى أن بيروت منفتحة على وجود قوات فرنسية وأمريكية على الأرض للتحقق من عمل الجيش اللبناني في تفكيك البنية التحتية لحزب الله.
خلفية الأزمة والمخاوف القائمة
اجتمعت اللجنة التي ترأسها الولايات المتحدة لمدة ثلاث ساعات تقريبًا على الخط الأزرق، ورحّب الحضور بإضافة المبعوثين الجدد، معتبرين ذلك "خطوة مهمة" نحو حوار دائم.
وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية في عام 2024، تستمر المخاوف من تجدد التصعيد، في ظل مواصلة إسرائيل لغاراتها الجوية على ما تقول إنها جهود حزب الله لإعادة بناء قدراته، ورفض الجماعة الدخول في أي مفاوضات مباشرة مع إسرائيل.