أقر الكنيست الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، الخطة الشاملة لإنهاء الحرب على غزة التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمكونة من 20 نقطة، حيث اجتاز القراءة الأولى بأغلبية 39 صوتًا مؤيدًا وصفر صوت معارض، في ظل مقاطعة رئيس الوزراء الإسرائيلي وائتلافه التصويت.
وفقًا لموقع "تايمز أوف إسرائيل" العبري، تم التصويت الذي بدأه زعيم المعارضة يائير لابيد، بأغلبية 39 صوتًا مؤيدًا ودون معارضة. وقاطع نتنياهو وائتلافه، تصويت الكنيست على تأييد خطة ترامب، فمع بدء فترة مناقشة الاقتراح، غادر أعضاء ائتلاف نتنياهو قاعة الكنيست بكامل هيئتها.
ولم يحضر التصويت تقريبًا أي من نواب الائتلاف، فيما يبدو أنه مقاطعة ائتلافية للاقتراح الذي قدمته المعارضة.
وفي حديثه أمام الكنيست، قال زعيم المعارضة يائير لابيد، الذي رعى الإجراء، إنه "متفاجئ وخائب الأمل من غياب نتنياهو".
وأوضح: "هذه هي الفرصة الأولى التي أتيحت لنا ككنيست لنقول للرئيس ترامب، ولنخبر العالم، ولنؤكد لأنفسنا، أننا متحدون حول هدف مشترك، أما نتنياهو، فاختار مقاطعة التصويت وعدم الحضور، إنه لأمر مؤسف".
وصرّح لابيد: "أن هذا التصويت فرصة للكنيست لإظهار امتنانه لترامب على هذه الخطة، وعلى ما حققته من عودة المحتجزين الإسرائيليين ونهاية الحرب والعودة إلى الحياة".
ولم يُعلّق نتنياهو نفسه علنًا على اقتراح لابيد، لكن مصدرين في الائتلاف أفادا لشبكة "سي إن إن" أن مناقشات داخلية جرت في الأيام الأخيرة، حيث ناقش الائتلاف كيفية التعامل مع التصويت.
ونقلت الشبكة الأمريكية، عن مصادر في المعارضة الإسرائيلية، قولها "إن هذه الخطوة تهدف إلى تحدي نتنياهو وإحراجه أمام إدارة ترامب، مع إثارة الانقسامات داخل ائتلافه اليميني المتطرف وكشفها".
ينص هذا الإجراء إلى حد كبير على أن الكنيست الإسرائيلي يقرر قبول واعتماد خطة ترامب في غزة، وسيُحال مشروع القانون الآن إلى لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، حيث سيُناقش قبل قراءته الثانية والثالثة.
أيد نتنياهو الخطة علنًا خلال زيارته للبيت الأبيض في سبتمبر 2025، ورحب باعتمادها من قبل مجلس الأمن الدولي في نوفمبر.
ورفض شريكاه في الائتلاف، الوزيران اليمينيان المتطرفان إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش، خطة ترامب.
وطالب سموتريتش، في نوفمبر نتنياهو "بصياغة ردٍّ مناسب وحاسم فورًا، يُوضح للعالم أجمع أن دولة فلسطينية لن تُقام على "أرضنا أبدًا".
ومع ذلك، لم يناقش مجلس الوزراء، الذي يضم حلفاء نتنياهو من اليمين المتطرف، الخطة كاملةً رسميًا أو يصوت عليها بعد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.
ووفقًا للموقع العبري، كان من المتوقع مقاطعة الائتلاف للتصويت نظرًا لإشارة الخطة إلى الدولة الفلسطينية، التي تعارضها الحكومة الإسرائيلية بشدة، وذلك رغم أنه لا تلتزم خطة ترامب بإقامة دولة فلسطينية.
تحدد خطة ترامب مسارًا لإنهاء الحرب على غزة، ونزع سلاح حركة حماس، ووضع القطاع تحت سلطة لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية وقوة حفظ سلام متعددة الجنسيات.
في الوقت ذاته، تشير الخطة إلى أنه مع تقدم إعادة تنمية غزة، وعندما يُنفذ برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية، قد تتهيأ الظروف أخيرًا لمسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة. وكان نتنياهو تعهد بأنه "لن تكون هناك دولة فلسطينية".