أكد نادي فلامنجو البرازيلي مكانته كأكثر الأندية البرازيلية نجاحًا في تاريخ كأس ليبرتادوريس، محققًا لقبه القاري الرابع بعد فوزه الصعب 1-0 على غريمه بالميراس في نهائي يوم السبت (29 نوفمبر) الذي أُقيم على ملعب مونومنتال في ليما ببيرو.
جاءت اللحظة الحاسمة في الدقيقة 67 عندما ارتقى دانيلو، مدافع ريال مدريد ومانشستر سيتي ويوفنتوس السابق، عاليًا من ركلة ركنية نفذها جيورجيان دي أراسكايتا، ليسدد برأسه في الزاوية السفلى، مانحًا فلامنجو التقدم.
كاد بالميراس أن يُعادل النتيجة في الدقائق الأخيرة من المباراة، إذ أتيحت لفيكتور روكي فرصة ذهبية في الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي، لكنه سدد كرة قوية مرت فوق العارضة من مسافة قريبة، بينما أبعد حارس المرمى كارلوس ميجيل ركلة حرة منخفضة من إيفرتون في الوقت بدل الضائع، لتصطدم بالقائم.
على الرغم من النهاية المتوترة، صمد فلامنجو ليضمن فوزًا تاريخيًا.
ومثّل الفوز أيضًا إنجازًا شخصيًا لمدرب فلامنجو فيليبي لويس، الذي أصبح تاسع من يفوز بالبطولة لاعبًا ومدربًا، إذ سبق له أن احتفل بانتصارات ليبرتادوريس كلاعب مع فلامنجو في عامي 2019 و2022.
وقال مدافع تشيلسي وأتلتيكو مدريد السابق، متحدثًا عن الفوز: "أخبرتُ لاعبيّ أنها ستكون أعظم نهائي ليبرتادوريس، وأننا سنخوضه.. أعتقد أن مستوى خصمنا يُقدّر الجهد المبذول والفوز أكثر".
ومع صفارة النهاية، تدفق مشجعو فلامنجو إلى شوارع ريو دي جانيرو للاحتفال بهذا الانتصار التاريخي، وأغلقت المدينة الطرق الرئيسية تحسبًا لموكب النصر اليوم الأحد، والذي من المتوقع أن يجذب أكثر من 500 ألف مشجع يرتدون الأسود والأحمر.
يُعزز هذا الفوز الأخير هيمنة البرازيل على أبرز بطولات الأندية في أمريكا الجنوبية. إذ تُوّج الفريق البرازيلي بكأس ليبرتادوريس لسبع سنوات متتالية، ليصل إجمالي عدد ألقابه إلى 25 لقبًا، مُعادلًا بذلك رصيد الأرجنتين.
يضمن فوز فلامنجو أيضًا مكانًا في كأس العالم للأندية 2029، ومواجهةً في كأس ريكوبا ضد لانوس، بطل كأس سود أمريكانا.
يُضاف هذا الفوز إلى سجل فلامنجو الحافل بالنجاحات القارية، بعد ألقاب ليبرتادوريس السابقة في أعوام 1981 و2019 و2022.
الهيمنة البرازيلية على القارة اللاتينية
خلال السنوات الأخيرة، الأندية البرازيلية ربحت كل نسخ البطولة من 2019 حتى 2025، في نسخة 2025 تحديدًا، النهائي جمع بين فريقين برازيليين ما يعكس فقط مستوى فردي للناديين، بل يعكس عمق مستوًى مرتفع لكفاءة الأندية البرازيلية في القارة.
مع فوز فلامنجو (2025)، ارتفع عدد ألقاب الأندية البرازيلية في تاريخ البطولة إلى 25 لقب ليُعادل إجمالي ألقاب الأندية الأرجنتينية.
كما أن تنوّع الأندية البرازيلية الفائزة (ليس ناديًا واحدًا فقط)، وليس فقط فلامنجو أو بالميراس، ما يدل أن الهيمنة ليست محصورة في نادٍ محدد بل على النظام الكروي البرازيلي ككل.
الأندية البرازيلية باتت أقوى على الصعيد المالي والبُنى التحتية في السنوات الأخيرة، ما يسمح لها بجذب لاعبين مميزين، سواء محليين أو أجانب، والحفاظ عليهم ما تسبب في هيمنتها.
وذلك إلى جانب قوة البطولة المحلية، تُمثّل إعدادًا جيدًا للاعبين يواجهوا ضغط المباريات القارية، ما يعطيهم ميزة أمام فرق من دول أقل تنافسية.