يتصاعد القلق والإحباط في كوريا الجنوبية، إثر اختراق ضخم لبيانات شركة التجارة الإلكترونية العملاقة "كوبانج"، والذي أشار مراقبون محليون إلى أنه ربما كان مستمرًا منذ شهور.
أكدت الشركة المُدرَجة في البورصة الأمريكية، أن المعلومات الشخصية لـ33.7 مليون عميل -أي ما يقرب من قاعدة مستخدميها بالكامل- تعرضت للاختراق، حسبما أفادت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية.
وتشمل البيانات المخترقة الأسماء وأرقام الهواتف وعناوين البريد الإلكتروني وعناوين التسليم، وقالت الشركة إن معلومات الدفع وأرقام بطاقات الائتمان وبيانات تسجيل الدخول لم تتأثر بالحادث.
وقالت "كوبانج"، في بيانٍ صحفي: "يبدو أن الوصول غير المصرح به إلى المعلومات الشخصية المتعلقة بالتسليم للحسابات المتضررة تم من خلال خوادم خارج البلاد منذ 24 يونيو.. وقد تم حظر مسار الوصول وتعزيز المراقبة الداخلية".
وعقدت الحكومة الكورية الجنوبية، اليوم الأحد، اجتماعًا طارئًا للوزارات المعنية برئاسة وزير العلوم بيه كيونج-هون، وتعهدت بإجراء تحقيق شامل في الحادث.
وأوضح "بيه": "تلقت الحكومة تقريرًا عن اختراق البيانات من كوبانج في 19 نوفمبر وبدأت التحقيق في اليوم التالي"، مضيفًا أن المهاجم المجهول استغل ثغرة في عملية التحقق من خادم كوبانج لتسريب البيانات الشخصية لأكثر من 30 مليون مستخدم.
وقال: "يجري الفريق المشترك بين القطاعين العام والخاص تحقيقًا شاملًا ووضع تدابير لمنع المزيد من الضرر، كما يبحث المحققون ما إذا كانت "كوبانج" خالفت إرشادات الأمان المتعلقة بحماية البيانات".
وبحسب ما ورد، حددت الشرطة هوية مشتبه به واحد على الأقل في القضية، وفقًا لمصادر مطلعة.
ويُقال إن المشتبه به هو موظف صيني سابق في "كوبانج"، لم يعد يعمل في الشركة وغادر البلاد، وفقًا للمصادر.
وبدأت الشرطة التحقيق في القضية بعد تلقيها شكوى الثلاثاء الماضي.
واكتشفت الشركة الاختراق لأول مرة في 18 نوفمبر، وأبلغت السلطات في غضون يومين، وأبلغت "كوبانج" في البداية عن تسرب بيانات نحو 4,500 عميل.
ونظرًا لأن نطاق الاختراق أكبر بكثير من 4,500 حساب تم الإبلاغ عنها في البداية ويمتد إلى عدة أشهر قبل ما كان يعتقد في البداية، أعرب العملاء عن قلقهم الشديد بشأن احتمال إساءة استخدام معلوماتهم المخترقة.
ويتجاوز هذا الحادث تسريب بيانات "إس كيه تيليكوم" في أبريل، الذي أثر على 23.2 مليون مستخدم، ما أدى إلى فرض غرامة قياسية قدرها 134.8 مليار وون.
وقدمت "كوبانج" اعتذارًا علنيًا اليوم عن حادثة اختراق البيانات.
وذكرت الشركة، في بيان صادر باسم رئيسها التنفيذي بارك ديه-جون: "نعرب عن أسفنا للحادثة الأخيرة التي وقعت في كوبانج، والتي بدأت في 24 يونيو، ونعتذر بصدق عن التسبب في إزعاج كبير وقلق للشعب".
وأكدت الشركة إنها ستبذل قصارى جهدها لتعزيز أنظمة حماية البيانات والأمن، وستتعاون بصورة كاملة مع السلطات لمنع المزيد من الضرر.