شهد المتحف المصري الكبير افتتاحًا استثنائيًا ومميزًا، باعتباره أحد أهم الصروح الثقافية التي تُوّثق عظمة الحضارة المصرية عبر آلاف السنين. وفي قلب هذا الحدث العالمي، برز الدور الكبير للمايسترو ناير ناجي، الذي تولّى الإشراف الموسيقي على الحفل الافتتاحي، ليُقدّم رؤية فنية تعكس روح المتحف وقيمة الاحتفال.
وبقيادة ناجي لفرق موسيقية وفنية من عشرات الدول، تجسدت رسالة الافتتاح في صورة فنية موحدة، تجمع بين تنوع الثقافات وتفرد الموسيقى التي شكَّلت اللغة المشتركة بين الجميع.
الضغط الإيجابي
قال ناير ناجي إن فريق العمل المسؤول عن إعداد حفل افتتاح المتحف المصري الكبير عاش خلال الشهور الماضية حالة من الضغط الإيجابي، نتيجة حرص الجميع على تقديم عرض يليق بحجم الحدث، على الرغم من التحديات التي صاحبت قرار تأجيل العرض منذ شهر يوليو الماضي.
وأوضح خلال لقاء خاص على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن قرار التأجيل المفاجئ الذي صدر قبل نحو أسبوعين فقط من الموعد المقرر للحفل كان لحظة صعبة على جميع المشاركين، خاصة بعد فترة طويلة من البروفات المكثفة. إلا أن الفريق، بحسب تعبيره، لم يسمح لهذا التأجيل بأن يعرقل مسار العمل، قائلًا: "أبلغتهم أننا تأجلنا إلى نوفمبر، لكن البروفة يوم الاثنين في موعدها… وكأن شيئًا لم يتغير، لأنه كان لا بد أن نُنجز العمل للنهاية".
وأشار المايسترو إلى أن الربع الأخير من العام كان دائمًا الخيار الأكثر منطقية لتنظيم الحدث، مع اعتبار شهري أكتوبر ونوفمبر الأنسب لظروف الطقس، خصوصًا أن العروض المفتوحة في الهواء الطلق لا تتوافق عادة مع برودة ديسمبر.
لغة توحيد الشعوب
ولم يقف الأمر عند تحديات التأجيل وحدها، بل شمل طبيعة العرض نفسه؛ إذ يضم فريق العمل مشاركين من 79 دولة حول العالم، ما يفرض تنوعًا كبيرًا في اللغات والخلفيات الثقافية. ورغم ذلك، يرى ناجي أن الموسيقى كانت الجسر الموَّحد الذي جمع كل هذه العناصر معًا، مضيفًا ":حتى إذ لم نتحدث لغة واحدة، الإشارات الموسيقية وحدها كافية ليعرف كلٌ منّا دوره".
وأكد ناجي أن هذا التناغم الموسيقي بين أعضاء الفريق، رغم اختلافاتهم، كان عاملًا حاسمًا في تخطي العقبات والوصول إلى حالة من الانسجام الإبداعي الذي يليق بحفل يُعد من أهم الأحداث الثقافية في مصر والعالم.