اعتبر الرئيس اللبناني جوزاف عون، أن استهداف إسرائيل الضاحية الجنوبية من بيروت، بعد ظهر اليوم الأحد، وتزامن هذا الاعتداء مع ذكرى الاستقلال "دليل آخر على أنها لا تأبه للدعوات المتكررة لوقف اعتداءاتها على لبنان، وترفض تطبيق القرارات الدولية وكل المساعي والمبادرات المطروحة لوضع حد للتصعيد وإعادة الاستقرار، ليس فقط إلى لبنان بل إلى المنطقة كلها".
وأضاف عون: "إن لبنان الذي التزم وقف الأعمال العدائية منذ ما يقارب سنة حتى اليوم، وقدّم المبادرة تلو المبادرة، يجدّد دعوته للمجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤوليته ويتدخل بقوة وبجدية لوقف الاعتداءات على لبنان وشعبه، منعًا لأي تدهور يعيد التوتر إلى المنطقة من جهة، وحقنًا لمزيد من الدماء من جهة أخرى".
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم، أن إسرائيل استهدفت رئيس أركان جماعة حزب الله اللبنانية هيثم طبطبائي في ضربة بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
وهذه الضربة هي الأولى من نوعها على الضاحية الجنوبية للعاصمة، المعروفة بإيواء مسؤولي حزب الله، منذ أشهر.
كان هدف الغارة هو المسؤول العسكري علي الطبطبائي، وفقًا لمصدر إسرائيلي مُطّلع على الغارة ومصدر أمني لبناني، ولم يُصرّح مكتب نتنياهو بمقتل الطبطبائي.
وقال مسؤول أمريكي كبير إن إسرائيل لم تخطر الولايات المتحدة مسبقًا بالضربة، وفق ما ذكره مراسل "أكسيوس" اليوم في منشور على موقع "إكس".
وقال المسؤول إن الإدارة أُبلغت فور وقوع الضربة، وقال مسؤول أمريكي كبير ثانٍ إن الولايات المتحدة كانت تعلم منذ أيام أن إسرائيل تخطط لتصعيد الضربات في لبنان، حسبما ذكرت الصحيفة.
القائد العسكري الرئيسي لحزب الله
فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الطبطبائي في عام 2016، وحددته كزعيم عسكري رئيسي لحزب الله، وعرضت مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل معلومات عنه.
ووقعت الغارة على طريق رئيسي في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث قال سكان لرويترز إنهم سمعوا هدير طائرات حربية قبل الانفجار.
وقال مراسل لرويترز في المنطقة إن الناس خرجوا من شققهم خوفًا من وقوع المزيد من الضربات.
وقالت مصادر طبية إن شخصين على الأقل قُتلا وأصيب نحو عشرين آخرين نُقلوا إلى مستشفيات المنطقة.
ولم يصدر أي تعليق فوري من حزب الله.
وأدت الضربات الإسرائيلية على حزب الله خلال العامين الماضيين إلى مقتل زعيم الحزب آنذاك حسن نصر الله، وعدد كبير من كبار القادة العسكريين في الجماعة ونحو 5000 مقاتل.
وقال نتنياهو لحكومته صباح اليوم قبل تنفيذ الضربة إن إسرائيل ستواصل مكافحة "الإرهاب" على عدة جبهات.
وأضاف "سنواصل بذل كل ما هو ضروري لمنع حزب الله من استعادة قدرته على تهديدنا".
صعّدت إسرائيل غاراتها الجوية على جنوب لبنان، مواصلة حملة من الهجمات شبه اليومية التي تقول إنها تهدف إلى منع أي تجديد عسكري لحزب الله في منطقة الحدود.
اتهمت إسرائيل حزب الله بمحاولة إعادة تسليح نفسه منذ وقف إطلاق النار الذي دعمته الولايات المتحدة العام الماضي. وتقول الجماعة إنها التزمت بشروط إنهاء وجودها العسكري في المنطقة الحدودية القريبة من إسرائيل، ونشر الجيش اللبناني هناك.