اتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الجمعة، الولايات المتحدة والدول الأوروبية بالسعي إلى "رفع مستوى التوتر"، معلنًا بشكل رسمي انتهاء "تفاهم القاهرة" النووي ردًا على اعتماد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارًا يلزم طهران بالامتثال للمعاهدة والتعاون بالتفتيش.
وقال "عراقجي"، في منشور على منصة "إكس"، إن "الرباعي الغربي" قد "يدرك جيدًا أن الإنهاء الرسمي لتفاهم القاهرة هو نتيجة مباشرة لاستفزازاته"، مشبهًا ما حدث بالدبلوماسية التي "تعرّضت للهجوم من قبل إسرائيل والولايات المتحدة في يونيو ".
أرجع عراقجي تدهور الوضع إلى "تسلسل الأحداث المشين"، عبر سلسلة من الخطوات الغربية التي قوضت الجهود الدبلوماسية، مشيرًا إلى تعرض إيران لهجوم مفاجئ من إسرائيل والولايات المتحدة، قبل بدء الجولة السادسة من المفاوضات غير المباشرة التي انطلقت في أبريل الماضي بوساطة عُمانية.
وأوضح أنه حتى بعد توقيع إيران "تفاهم القاهرة" بوساطة مصرية لاستئناف التفتيش رغم قصف منشآتها النووية، سعت الدول الأوروبية تحت ضغط أمريكي لفرض عقوبات من مجلس الأمن بموجب آلية "سناب باك" (التي دخلت حيز التنفيذ في نهاية سبتمبر).
أضاف أنه عندما بدأت إيران بالفعل في منح المفتشين إمكانية الوصول إلى المنشآت التي لم تُقصف، تعاونت الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث معًا لتمرير "قرار إدانة لإيران في مجلس محافظي الوكالة".
جدد عراقجي رفضه لتفتيش المنشآت النووية التي تعرضت لهجوم من جانب إسرائيل والولايات المتحدة في يونيو، مؤكدًا أن طهران "لن تقبل مطلقًا بسياسة التخصيب الصفري".
أعلن الخميس رسميًا انتهاء التفاهم الذي وُقع بوساطة وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي في سبتمبر الماضي، والذي كان يهدف لاستئناف التعاون وإعادة إطلاق عمليات التفتيش.
قال عراقجي إن التفاهم "فقد عمليًا دوره" منذ إقدام الدول الأوروبية الثلاث على تفعيل آلية إعادة القرارات الملغاة في مجلس الأمن، مضيفًا أن طهران أبلغت المدير العام للوكالة رسميًا بانتهاء صلاحية التفاهم.
صرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في وقت سابق، بأن "تفاهم القاهرة" لم يعد صالحًا، ملقيًا باللوم على "الترويكا" الأوروبية في تعطيله.
كان وزير الخارجية المصري أجرى اتصالات، الأسبوع الماضي، مع مدير الوكالة الدولية رافائيل جروسي وعراقجي، في محاولة لتفعيل اتفاق القاهرة وخفض التوتر قبل الاجتماع الفصلي للوكالة.