أجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي محادثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، اليوم الأربعاء، في خضم دلائل على تجدد الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب، بما في ذلك تقارير تفيد بأن واشنطن ناقشت شروط سلام محتملة مع روسيا دون مشاركة كييف.
وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية المكثفة بالتزامن مع استعداد زيلينسكي للقاء مسؤولين من الجيش الأمريكي في كييف الخميس المقبل، حيث أكد الرئيس الأوكراني أن "الأولوية القصوى لأوكرانيا هي إنهاء الحرب".
صرح مسؤول أوكراني رفيع المستوى لوكالة رويترز بأن كييف تلقت "إشارات" حول مجموعة من المقترحات الأمريكية لإنهاء الحرب، وهي مقترحات ناقشتها واشنطن بالفعل مع موسكو. وأضاف المصدر أن أوكرانيا لم يكن لها أي دور في إعداد هذه المقترحات.
وقال شخصان مطلعان على الأمر يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة أشارت إلى الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأن أوكرانيا يجب أن تقبل إطار عمل صاغته الولايات المتحدة لإنهاء الحرب مع روسيا، ويقترح تنازل كييف عن أراضٍ وبعض الأسلحة.
وذكرت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها نظرًا لحساسية الأمر، أن المقترحات شملت، من بين أمور أخرى، خفض حجم القوات المسلحة الأوكرانية، وأضافت المصادر أن واشنطن تريد من كييف قبول النقاط الرئيسية.
وعلى الرغم من أن روسيا لم تُظهر أي علامة على تغيير شروطها لإنهاء القتال المستمر منذ ما يقرب من أربع سنوات، إلا أن زيلينسكي شدد على الجانب الدبلوماسي قائلاً: "علينا تسريع كافة الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب في أوكرانيا... يجب أن تنتهي الحرب ولا يوجد بديل للسلام".
كما أعرب زيلينسكي عن أمله في "استئناف تبادل الأسرى مع روسيا قبل نهاية العام".
التقى زيلينسكي بالرئيس التركي أردوغان بعد زيارات سابقة إلى اليونان وفرنسا وإسبانيا، جرت رغم الأزمة السياسية الداخلية في أوكرانيا التي شهدت إقالة وزيري الطاقة والعدل من قبل البرلمان يوم الأربعاء على خلفية فضيحة فساد.
وظل الرئيس الأوكراني يركز على المجهود الحربي، مشيرًا إلى أنه يستعد "لإعادة تنشيط المفاوضات" لمناقشة كيفية تحقيق "سلام عادل".
وتشير التقارير إلى أن جهود إحياء المفاوضات تكتسب زخمًا، خاصة وأن تركيا، عضو الناتو القريبة من الجانبين، استضافت الجولة الوحيدة من المحادثات المباشرة بين كييف وموسكو في إسطنبول في يوليو الماضي.
وعبر الكرملين عن انفتاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إجراء محادثات مع الولايات المتحدة وتركيا بشأن نتائج المناقشات الجارية.