استمرت منظمات الإغاثة الدولية، في دعمها للمتضررين في تركيا وسوريا جراء الزلزال الذي هز المنطقة الجنوبية لتركيا أمس الأول، وخلف آلاف الضحايا والمصابين، وانهارت مئات المباني وما زالت عمليات البحث مستمرة عن ناجين تحت الأنقاض.
واستجابة للزلازل المتعددة التي هزت جنوب تركيا وشمال سوريا، أعلنت الأمم المتحدة عن منحة بقيمة 25 مليون دولار؛ للمساعدة في بدء الاستجابة الإنسانية.
ووفق المنظمة الأممية، فإن الأموال المقدمة من صندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ (CERF) ستساعد في توفير المساعدة العاجلة المنقذة للحياة في المنطقة.
وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن جريفيث: "بينما يتعامل الناس في المنطقة مع العواقب المدمرة لهذه المأساة، نريد أن نقول لهم إنهم ليسوا وحدهم" مضيفا: "سوف يدعمهم المجتمع الإنساني في كل خطوة على طريق الخروج من هذه الأزمة".
عمليات الاتحاد الأوروبي للحماية المدنية والمساعدات الإنسانية، أفادت اليوم أنه بمساهمة من 20 دولة في الاتحاد الأوروبي تم الدفع بـ 29 فرقه بحث وإنقاذ و5 فرق طبية، حيث تم حشد 1485 منقذًا و100 كلب بحث للمشاركة في عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض جراء الزلزال الذي هز تركيا وسوريا أمس الأول.
ومن جانبه أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) نداءات طوارئ بقيمة 200 مليون فرنك سويسري؛ للاستجابة لزلزال مدمّر بقوة 7.8 درجة الذي هز تركيا وسوريا وأسفر عن سقوط الآلاف من الضحايا والمصابين.
ووفق كزافييه كاستيلانوس، وكيل الأمين العام لتطوير الجمعيات الوطنية وتنسيق العمليات في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، فإن الاحتياجات تتزايد دقيقة بعد دقيقة، ووصلت فرق الإنقاذ إلى المناطق الأكثر تضررًا حيث لا يزال الناجون عالقين تحت الأنقاض، لافتا إلى أنه تسبب هذا الزلزال في أضرار جسيمة، مؤكدًا أن أسوأ مخاوفنا تتحقق، كل دقيقة مهمة في هذه الاستجابة".
وأضاف في بيان للاتحاد: "إن ظروف الشتاء القاسية أدت إلى تفاقم أوجه الضعف، مما يجعل الوضع غير محتمل بالنسبة للكثيرين، إن الظروف المعيشية السيئة، لا سيما في سوريا، قد ازدادت سوءًا وتوسعت بفضل الحرب التي استمرت عقدًا من الزمان. حيث يحتاج الأشخاص الذين فقدوا منازلهم وأحبابهم إلى دعمنا. يجب أن نوحد قوانا ونبذل قصارى جهدنا للمساعدة".
من جانبها، قامت فرق وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) في سوريا في الميدان بإجراء عمليات التقييم، مشيرة إلى أن مخيم اللاذقية، على الساحل السوري، ومخيم النيرب، بالقرب من حلب، هما الأكثر تضررًا من بين 12 مخيمًا للاجئي فلسطين في البلاد. وانهارت ثلاثة منازل يسكنها لاجئون من فلسطين في مخيم اللاذقية لافتة إلى أن هناك الكثيرين تحت الأنقاض كما سيتم إغلاق مدارس الوكالة في المناطق المتضررة إلى أن تعتبر آمنة.
فيما أفاد المجلس النرويجي للاجئين بتقييم الوضع من أجل تقديم الدعم المباشر للأشخاص الأكثر تضررًا في جميع أنحاء سوريا، لافتًا إلى أن هناك حاجة إلى توسيع نطاق العمل في سوريا وتركيا.
ومن جانبه قال كارستن هانسن، المدير الإقليمي للشرق الأوسط في المجلس النرويجي للاجئين (NRC) "هذه كارثة ستزيد من معاناة السوريين الذين يعانون بالفعل من أزمة إنسانية حادة مضيفًا: "لقد أُجبر الملايين بالفعل على الفرار بسبب الحرب في المنطقة الأوسع، والآن سيتم تهجير الكثيرين بسبب الكوارث. في خضم عاصفة شتوية وأزمة تكاليف معيشية غير مسبوقة".
وناشد المدير الإقليمي للشرق الأوسط في المجلس النرويجي للاجئين (NRC) المجتمع الدولي للتعبئة الفورية للموارد المالية لدعم جهود الإغاثة الجماعية في سوريا وجنوب تركيا، مؤكدا: "مع كل دقيقة تأخير، ستُزهق أرواح".