قال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس المصرية، إن عائدات القناة شهدت تطورًا كبيرًا منذ بداية شهر نوفمبر الجاري، بعدما زادت عدد السفن العابرة بنسبة 12%، والحمولة 16%، والعائد بالدولار وصل إلى 18% عن التوقيت نفسه من العام الماضي.
وأوضح "ربيع"، خلال لقاء خاص على قناة "القاهرة الإخبارية، أن عبور سفينة حاويات عملاقة تزن 180 ألف طن وتحمل نحو 17 ألف حاوية من باب المندب وصولًا إلى القناة؛ يشكّل رسالة قوية تؤكد أن البحر الأحمر ومضيق باب المندب عادا ليكونا منطقتين آمنتين لعبور السفن.
وأضاف أن الهدنة الأخيرة في غزة بضمانة الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والأمريكي دونالد ترامب، ساهمت في استقرار الأوضاع، مشيرًا إلى إعلان الحوثيين عدم استهداف أي سفن بعد بدء الهدنة، وهو ما أعاد الثقة تدريجيًا للممرات الملاحية.
وأشار إلى أنه تواصل مع ربان السفينة خلال رحلتها، الذي أكد عبوره الممرات البحرية دون أي مشكلات، موضحًا أن هذه ليست أول سفينة تمر من باب المندب نحو قناة السويس، لكنها الأكبر منذ بدء الاضطرابات، وهو ما يبعث برسالة إيجابية لشركات الملاحة العالمية حول عودة الأمان في المنطقة.
وأضاف أن الهيئة قدمت تخفيضات بنسبة 15% للسفن التي تزيد حمولتها على 130 ألف طن، وأنها تدرس تقديم حوافز إضافية مع استقرار حركة العبور وارتفاع الأعداد خلال الفترة المقبلة.
وأكد أن العبور عبر قناة السويس يظل في حد ذاته حافزًا اقتصاديًا كبيرًا مقارنة بطريق رأس الرجاء الصالح، الذي يزيد زمن الرحلة بنحو ثلاثة أسابيع ويرفع استهلاك الوقود والانبعاثات ويحمّل السفن تكاليف إضافية، متوقعًا أن تشهد حركة التجارة العالمية تحسنًا واضحًا خلال عام 2026 مع تراجع أزمات سلاسل الإمداد وعودة طرق الشحن لطبيعتها.
وفي وقت سابق، أكد رئيس هيئة قناة السويس المصرية، خلال بيان لرئاسة مجلس الوزراء، جاهزية القناة الكاملة لاستقبال سفن الحاويات العملاقة، مشددًا على أن عودة الهدوء في البحر الأحمر ستفرض واقعًا جديدًا بضرورة عودة الخطوط الملاحية للعبور عبر القناة.
جاء ذلك خلال تفقده حركة الملاحة على متن سفينة الحاويات العملاقة CMA CGM JULES VERNE، التي عبرت ضمن قافلة الجنوب قادمة من سنغافورة متجهة إلى لبنان، بعد عبورها بأمان من منطقة البحر الأحمر وباب المندب.
تُعد رحلة CMA CGM JULES VERNE، التي يبلغ طولها 396 مترًا وحمولتها 176 ألف طن- هي الأولى للسفينة من جهة الجنوب عبر باب المندب، والثالثة لها عبر القناة هذا العام، ما يعكس حرص الخط الملاحي الفرنسي على استمرار العبور عبر القناة رغم التحديات الأمنية.
ورحَّب "ربيع" بطاقم السفينة، مشيدًا بالعلاقات الإستراتيجية مع الخط الملاحي الفرنسي CMA CGM، التي انعكست على مبادرة المجموعة بعبور سفينتين كبيرتين بعد نجاح قمة شرم الشيخ للسلام.
كما تابع رئيس الهيئة عبور سفينة الحاويات الحديثة CMA CGM HELIUM (بطول 335 مترًا) في رحلتها الأولى عبر القناة، مؤكدًا أن عبور السفينتين يعد "شهادة تعكس أهمية قناة السويس كأقصر وأسرع وأكثر الطرق الملاحية أمانًا".
ووجه رئيس الهيئة باتخاذ كل التدابير والإجراءات لضمان العبور الآمن، بما في ذلك تعيين كبار المرشدين وتوفير المساعدات الملاحية والمتابعة اللحظية من مكتب الحركة الرئيسي.
خطط العودة للملاحة
أوضح "ربيع" أن عودة الهدوء لمنطقة البحر الأحمر "سيفرض واقعًا جديدًا على المجتمع الملاحي بضرورة التفكير الجاد لدى الخطوط الملاحية بتعديل جداول الإبحار"، والعودة للعبور من باب المندب وقناة السويس مرة أخرى.
وأكد "ربيع" أن قناة السويس ستكثف اجتماعاتها مع الخطوط الملاحية الكبرى خلال الفترة المقبلة؛ لبحث سبل العودة القريبة لسفن الحاويات التابعة لها، سواء كان ذلك من خلال رحلات تجريبية أو عودة جزئية أو كلية على عدة مراحل.
من جهته، أشاد قبطان السفينة slavko malasic بعبور القناة، مؤكدًا أن سفن المجموعة لم تواجه أية تحديات خلال عبورها بمنطقة البحر الأحمر وباب المندب.
كما أشاد بمشروعات تطوير القناة، خاصة مشروع تطوير القطاع الجنوبي الذي نجح في زيادة معدلات الأمان الملاحي وتقليل ساعات الانتظار والعبور.
جدير بالإشارة أن حركة الملاحة بالقناة شهدت اليوم السبت عبور 38 سفينة، بإجمالي حمولات صافية قدرها 1.7 مليون طن.