أكد الممثل وكاتب السيناريو والمخرج التونسي ظافر العابدين أهمية قرب الفنان من الناس ووعيه بما يدور حوله، محليًا وعالميًا، حتى يتمكن من التعبير بصدق عن القضايا الإنسانية التي تمنح الأعمال الفنية عمقها وقدرتها على الوصول إلى جمهور واسع في مختلف أنحاء العالم.
وتابع خلال مشاركته في الدورة الـ44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، ضمن جلسة حوارية بعنوان "من التمثيل إلى التأليف: الفنانون يروون الحكاية"، شاركه فيها الممثل المصري خالد الصاوي والممثل والمنتج الإماراتي أحمد الجسمي، إنه يجب كتابة حكايات قادرة على أن تسافر إلى كل البلدان وتُعرض في قاعات بأقصى القارات".
وأوضح "العابدين" أن شغفه برواية الحكايات هو ما دفعه إلى خوض تجربة كتابة السيناريو، مشيرًا إلى أن الإبداع الحقيقي يتطلب الإصغاء إلى الفريق الفني والتعاون مع جميع عناصر العمل من ممثلين وتقنيين.
وأضاف أن الكتابة السينمائية بالنسبة له كانت وسيلة للتعبير عن ذاته ورؤيته الخاصة للأحداث، مؤكدًا: "الكتابة بالنسبة لي حاجة ملحّة، وثلاثة من أفلامي كتبتها من القلب لأنها حكايات شخصية، وهي غدوة وإلى ابني وصوفيا".
كما أشار إلى أن فيلمه "صوفيا"، الذي كتبه قبل 12 عامًا، تأخر إنتاجه لكنه استفاد من ذلك التأخير بتطوير تجربته السينمائية، معتبرًا أن الإيمان بالذات والموهبة شرط أساسي لنجاح الكاتب.
وشدد على أهمية الصدق في الكتابة بعيدًا عن السعي وراء "الترندات"، مضيفًا أن العمل الفني لا بد أن ينبع من إحساس حقيقي بالآخر.
مسؤولية جماعية
من جانبه، أكد أحمد الجسمي أن نجاح أي عمل فني مسؤولية جماعية يتحملها جميع عناصر الفريق من كتّاب ومخرجين وممثلين وتقنيين، داعيًا إلى الابتعاد عن التفكير التجاري البحت والتركيز على الفن الأصيل الذي يبقى في الذاكرة.
الكتابة ضرورة
أما خالد الصاوي، فاستعرض علاقته العميقة بالكتابة والشعر، إذ قرأ للحضور مقتطفات من قصيدة بالعامية المصرية، مشيرًا إلى أنه لا يستطيع العيش دون الكتابة أو التمثيل، قائلًا: "أنا أكتب يوميًا وأدوّن كل ما أعيشه، الكتابة بالنسبة لي ضرورة لا هواية".
ودعا "الصاوي" العائلات إلى دعم أبنائهم وتشجيعهم على خوض مجالات الفن أو الرياضة أو أي مجال يبدعون فيه، مؤكدًا أهمية الإنصات للأبناء واحترام اختياراتهم، كما شدّد على أن الفنان يجب أن يتفاعل مع الجمهور بوعي واحترام، مضيفًا أن عدم تقبل العمل الفني لا يعني جهل الجمهور، بل يستوجب مراجعة الذات وفهم تطلعات الناس.