نقلت الطواقم الطبية الإسرائيلية المدعية العامة العسكرية السابقة يفعات تومر-يروشالمي، إلى مستشفى إيخيلوف في تل أبيب، إثر محاولة انتحار، وفق ما ذكرته وسائل إعلام عبرية، صباح اليوم الأحد.
وقال متحدث باسم المستشفى، إن تومر-يروشالمي نُقِلت وهي في حالة وعي تام، مؤكدًا أن حياتها ليست في خطر، فيما وصلت الطواقم الطبية إلى منزلها في "رمات هشارون" بعد بلاغ من زوجها وأطفالها حول تدهور حالتها الصحية.
تأتي الحادثة بعد أيام من استقالة تومر يروشالمي من منصبها كأكبر مسؤولة قانونية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وسط اتهامات بالاحتيال وخيانة الأمانة وإساءة استخدام المنصب وعرقلة العدالة، على خلفية ما بات يعرف بـ"قضية تسريب سديه تيمان".
وكانت محكمة الصلح الإسرائيلية في تل أبيب أصدرت قرارًا، الجمعة الماضي، بوضع "تومر-يروشالمي" تحت الإقامة الجبرية لمدة 10 أيام، عقب اختفائها لفترة وجيزة على أحد شواطئ تل أبيب، وذلك بعد اعترافها بتسريب مقطع فيديو سري يوثق اعتداء جنود إسرائيليين على محتجز فلسطيني في سجن "سديه تيمان" سيئ السمعة جنوبي إسرائيل.
وأثار الفيديو المُسرَّب جدلًا واسعًا في الأوساط الإسرائيلية، وأعقبته لائحة اتهام بحق 5 جنود احتياط من وحدة الشرطة العسكرية بتهمة الاعتداء والتسبب بإصابات خطيرة، فيما طالبت منظمة "حنينو" التي تقدم الدعم لنشطاء التنظيمات الإرهابية اليهودية الذين يتم توقيفهم، بإسقاط التهم عن اثنين منهم.
وتخضع تومر- يروشالمي حاليًا لتحقيقات موسعة في قضايا فساد وتسريب معلومات سرية وانتهاك القانون العسكري، بينما تتابع الجهات القانونية حالتها الصحية لتحديد إمكانية مواصلة استجوابها في الأيام المقبلة.
وتواجه تومر- يروشالمي تهمة السماح بنشر شريط فيديو يوثِّق قيام عدد من الجنود الإسرائيليين بتعذيب واغتصاب أسير فلسطيني من غزة في سجن سديه تيمان، العام الماضي.
وتتطور القضية في إسرائيل، وتزايدت النظرة إلى تومر-يروشالمي على أنها خائنة، وهو ما يبدو أنه أثر عليها، إذ وصلت طواقم الإسعاف صباح اليوم الأحد إلى منزلها بعد بلاغ عن حادثة صحية طارئة داخل منزلها.
قالت هيئة البث الإسرائيلية: "وصلت الطواقم خلال وقت قصير إلى المكان وقدَّمت لها العلاج الأولي داخل المنزل بينما كانت في كامل وعيها، قبل نقلها لاحقًا إلى المستشفى لاستكمال الفحوصات الطبية".
ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، أنه "يبدو أنها حاولت إنهاء حياتها ليل السبت-الأحد عن طريق ابتلاع الحبوب، وتم استدعاء الفرق الطبية إلى منزلها خوفًا من وقوع كارثة، بعد مكالمة هاتفية تلقتها من أفراد الأسرة، وعُثِر على تومر يروشالمي واعية وتلقت العلاج الطبي على الفور".
وأضافت الصحيفة: "على ما يبدو، تناولت تومر يروشالمي عدة أنواع من الحبوب، بما في ذلك الحبوب المنومة، وتم نقلها لفحوصات طبية ودخلت مستشفى إيخيلوف في تل أبيب"، وتابعت: "بعد العلاج الأولي في غرفة الطوارئ، من المتوقع أن تخضع لتقييم كما هو معتاد".
وقال المتحدث باسم مستشفى إيخيلوف، إن المدعية العامة العسكرية السابقة نُقِلت إلى قسم الطوارئ بالمستشفى هذا الصباح، وإن الفرق الطبية تقوم الآن بتقييم حالتها.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن مسؤولين بأن تومر-يروشالمي في وعيها وحياتها ليست في خطر في هذه المرحلة.
ويواصل اليمين الإسرائيلي مهاجمة المدعية العسكرية السابقة من خلال محطات التلفزة ومنصات التواصل الاجتماعي وحتى المظاهرات، فمساء السبت تظاهر نحو 100 شخص أمام منزلها في وسط إسرائيل مطالبين بإعادتها إلى السجن.
ونظمت المظاهرة منظمات يمينية بارزة، منها "إم ترتسو"، ولوح البعض بأعلام حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف بقيادة الوزير اليميني المتطرف إيتمار بن جفير.
ويوم الجمعة الماضي، أعلنت الشرطة الإسرائيلية العثور على الهاتف النقال الخاص بتومر يروشالمي الذي احتفت أثاره الأسبوع الماضي، وأشارت الشرطة إلى أن مواطنين عثروا على الهاتف في منطقة شاطيء البحر في هرتسليا، وهي ذات المنطقة التي شوهدت فيها تومر يروشالمي آخر مرة قبل اختفائها المؤقت الأسبوع الماضي، وتعتقد الشرطة الإسرائيلية أنها قد تعثر على الهاتف النقال على أدلة تساعد بالتحقيق.