حذَّر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، اليوم الجمعة من "استعدادات واضحة" لمعارك جديدة في السودان وتحديدًا في كردفان.
وتعد كردفان منطقة إستراتيجية وتقع بين العاصمة الخرطوم التي يسيطر عليها الجيش، وإقليم دارفور الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.
وقال "تورك"، في بيانٍ: "ليس هناك أي مؤشر الى احتواء التصعيد.. على العكس، يشير تطور الوضع على الأرض بوضوح إلى استعدادات لتكثيف الأعمال العسكرية، مع ما لذلك من انعكاسات على السكان الذين طالت معاناتهم".
وفي الثالث من الشهر الجاري، أعلنت الأمم المتحدة أن موجة نزوح جديدة ضربت ولاية شمال كردفان في السودان، إذ فرّ عشرات الآلاف من المدنيين بعد تصاعد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ووفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، فإن نحو 36.825 شخصًا اضطروا لمغادرة 5 بلدات وقرى في الولاية خلال الأيام الماضية، في أعقاب سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر.
وتأتي هذه التحركات ضمن تدهور أمني وإنساني خطير تشهده البلاد، خاصة في المناطق المتاخمة لدارفور.
وذكرت الوكالة أن النازحين يتوجهون إلى مناطق أكثر أمانًا داخل شمال كردفان أو إلى ولايات مجاورة، وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية نتيجة محدودية الخدمات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والمأوى والرعاية الطبية.
وتعد هذه الموجة من أكبر موجات النزوح خلال الأسابيع الأخيرة، وتسلط الضوء على تدهور الأوضاع في السودان، خاصة بعد تصاعد سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق جديدة، وغياب أي تسوية سياسية أو تهدئة ميدانية بين طرفي النزاع.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل 2023 حربًا دامية، أسفرت عن عشرات آلاف القتلى وملايين النازحين داخل البلاد وخارجها.