دشنت الصين أحدثَ وأكثرَ حاملاتِ الطائرات تطورًا في أسطولها البحري، والتي أطلقت عليها اسم "فوجيان"، وذلك خلال مراسم أُقيمت أمس الأول الأربعاء، بحضور الرئيس الصيني شي جين بينج، في هاينان، وفق ما ذكرت وسائل إعلام صينية رسمية اليوم الجمعة.
وأصبحت حاملة الطائرات "فوجيان" ثالث حاملة طائرات تدخل الخدمة في الأسطول البحري الصيني، وأول حاملة طائرات صينية مجهّزة بأنظمة إطلاق كهرومغناطيسية للطائرات المقاتلة.
وبتدشين الحاملة أصبحت الصين ثاني دولة في العالم بعد الولايات المتحدة تُشغِّل حاملة طائرات بهذه التكنولوجيا الخاصة بإطلاق الطائرات.
وتمكّن هذه التقنية الجديدة، المعروفة باسمEMALS، الطائرات من الإقلاع وهي محمّلة بأسلحة ووقود أثقل، بما يسمح لها بضرب أهداف على مسافات أبعد.
ولا توجد أي حاملة طائرات أخرى في العالم مزوّدة بنظام EMALS سوى أحدث حاملات البحرية الأمريكية، "يو إس إس جيرالد فورد"، التي حصلت على شهادة جاهزية عمليات الإقلاع والهبوط باستخدام هذا النظام في ربيع عام 2022.
وتعتمد حاملات البحرية الأمريكية العشر الأقدم من فئة "نيميتز" على منجنيقات بخارية لإطلاق الطائرات، لكن حاملات الطائرات الصينية لا تعمل بالطاقة النووية، على عكس جميع حاملات البحرية الأمريكية.
تم إطلاق "فوجيان" في عام 2022 وبدأت التجارب البحرية في عام 2024. وكان تشغيلها الرسمي متوقَّعًا للغاية في الصين، حيث كان التحديث العسكري السريع للبلاد، بما في ذلك توسيع أسطولها البحري، مصدرًا عميقًا للفخر الوطني.
وتقدِّم الصين "فوجيان" كأكبر سفينة حربية تعمل بالطاقة التقليدية على الإطلاق، بإزاحة تتجاوز 80 ألف طن. وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن الصين تبني حاملة طائرات رابعة تُعرف حاليًا باسم "004"، ومن المتوقع أن تعتمد ليس فقط على تقنيةEMALS، بل على الطاقة النووية أيضًا.
ويُعد سطح "فوجيان" أول سطح حاملة طائرات صينية يتخلى عن منحدر الإقلاع على المتزلج المستخدم في حاملات الطائرات الصينية الأصغر حجمًا، "لياونينج" و"شانجدونج"، لإقلاع الطائرات تحت قوتها الذاتية.
وأشادت وسائل الإعلام الرسمية الصينية، والخبير العسكري تشانج جونشيه، بالحاملة باعتبارها دليلًا على بروز الصين كقوة رئيسية في مجال حاملات الطائرات، بعد اختبارات الإطلاق.
مواصفات "فوجيان"
تتميّز "فوجيان" بجزيرتها الهرمية ذات الموقع المركزي، والتي تضم رادار السفينة وأجهزة استشعارAESA وأنظمة رئيسية أخرى، مصمَّمة لتقليل المقطع العرضي للرادار.
تعمل السفينة الصينية بنظام دفع هجين بالغاز والديزل والكهرباء، والذي يوفّر الطاقة اللازمة لمنجنيقاتها الكهرومغناطيسية الثلاثة.
يتميّز سطح الطيران برافعتين للطائرات، و4 أسلاك مانعة للاندفاع، و5 مواقع لهبوط المروحيات، ونظام دفاعي يتضمن 4 أنظمة أسلحة قريبة(CIWS) و4 أنظمة دفاع نقطي قائمة على الصواريخ مماثلة لنظام SeaRAM التابع للبحرية الأمريكية.
تشير المناطق الجانبية إلى تكامل أسلحة الطاقة الموجَّهة في المستقبل، وربما الصوتية. ومن حيث سعة الجناح الجوي، يُتوقَّع أن تحمل "فوجيان" بين 50 و60 طائرة، بما في ذلك مقاتلاتJ-15، وطائرات الإنذار المبكر المحمولة جوًّا KJ-60، وربما المقاتلات الشبحية J-35 من الجيل التالي.
وشملت التجارب الأخيرة تحليقًا للمقاتلة الشبحيةJ-35 المصمَّمة لعمليات حاملات الطائرات. وبينما لم يُؤكَّد إطلاق هذه الطائرات عبر منجنيقات "فوجيان"، تشير العلامات على سطح الحاملة إلى إجراء هبوط متقطع.
وتشير "سي إن إن" إلى أن الصين بنت أكبر أسطول بحري في العالم، وأطلقت سفنًا حربية متطورة بوتيرة محمومة تحت قيادة شي. ومن حيث عدد السفن، أصبحت البحرية الصينية الآن أكبر من قدرة واشنطن، وأحواض بناء السفن الصينية قادرة على إنتاج سفن جديدة بمعدلات أعلى بكثير. لكن الولايات المتحدة تحتفظ بتفوّق تكنولوجي كبير، ويمكنها نشر عدد أكبر بكثير من حاملات الطائرات.
تمكّن الطاقة النووية حاملات الطائرات الأمريكية من البقاء في البحر طالما توفرت مؤن الطاقم، بينما تعمل "فوجيان" بالوقود التقليدي، ما يعني أنها إمّا أن تتوقف في الميناء أو أن تستقبلها ناقلة في البحر للتزوّد بالوقود.