لا يزال صدى المتحف المصري الكبير يتردد في العالم كله، بعد أن خطف الأنظار بافتتاح استثنائي جمع بين التاريخ العريق والتكنولوجيا الحديثة، وبينما أبهرت العروض المرئية الحضور بجودتها العالية وواقعيتها اللافتة، كان وراءها فريق مصري من رواد الذكاء الاصطناعي بقيادة رامي عماد، رئيس جهة إنتاج متخصصة في هذا المجال، الذي كشف لموقع ؟"القاهرة الإخبارية" كواليس إنتاج تلك الأعمال التي صنعت الحدث.
من فكرة تخيلية إلى حدث عالمي
يستعيد رامي عماد بداية القصة، قائلًا: "الحكاية بدأت عندما قمنا بإنتاج فيديو تخيلي عن استعدادات المتحف المصري الكبير، يونيو الماضي، وحينها تواصلت معنا شركة ميديا هب برئاسة محمد السعدي، وطلبوا التعاون معنا في تنفيذ عدد من الفيديوهات التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتصوير أفكار صعبة باستخدام هذه التقنيات".
ويضيف: "من بين الأفكار التي طُرحت، كان هناك مشهد النيل باعتباره شريان الحياة، وكيف كانت ضفافه جنة الأهرامات في الماضي، وكان الذكاء الاصطناعي الوسيلة المثالية لتخيل تلك الصورة، أما الفيديو الثاني فكان حول قصة حسين عبدالرسول، مكتشف مقبرة توت عنخ آمون، بهدف تصحيح المفهوم الشائع بأن المكتشف هو كارتر، بينما الحقيقة أن الطفل الأقصري عبدالرسول مَن بدأ القصة".
رهان على الذكاء الاصطناعي
ويكشف "عماد" أن الفكرة واجهت في البداية بعض التحفظات، موضحًا: "كانت هناك مخاوف من استخدام الذكاء الاصطناعي في المتحف، خشية أن يبدو العمل مصطنعًا، لكن محمد السعدي كان متحمسًا جدًا للفكرة، وراهن على التجربة باعتبارها خطوة توعوية تُظهر أن مصر تواكب التطور التكنولوجي، وتستفيد منه في خدمة تاريخها وهويتها، وبالفعل، عندما عُرض الفيلمان في الافتتاح، لم يكتشف الجمهور أنهما من إنتاج الذكاء الاصطناعي".
إبداع وتنفيذ باحترافية بصرية
يتحدث رامي عماد عن مراحل التنفيذ قائلًا: "تسلّمنا من ميديا هب "سكريبت" وملخصًا للفيلمين، وبعد تنفيذ النسخة الأولى، عرضناها على محمد السعدي، لكنه طلب تطوير الرؤية لتكون أكثر احترافية وإبداعًا، خاصة في فيلم مكتشف المقبرة، هنا كانت الانطلاقة الحقيقية نحو عمل فني متكامل".
ويتابع: "اختيار الأبيض والأسود كان اقتراحًا مميزًا، ليمنح الفيلم إحساس الحقبة الزمنية التي وقعت فيها الأحداث، ويخلق واقعية بصرية تجعل الجمهور يتساءل إن كان هذا الفيديو توثيقًا حقيقيًا أم كان عملًا فنيًا متخيلاً؟، وأعطانا ذلك مساحة واسعة للابتكار".
مراحل إنتاجه
أما عن الجوانب التقنية والزمنية، فيوضح عماد أن تنفيذ الفيديو الأول استغرق نحو شهرين من العمل المكثف، ثم ثلاثة أسابيع إضافية للتعديلات النهائية بعد مراجعة التفاصيل الدقيقة، ليقول: "كان التحدي أن نُقدّم عملًا يحترم عظمة المكان وروح التاريخ، دون أن يشعر المشاهد بأنه أمام مشهد مصطنع، ونجحنا في ذلك بفضل رؤية الفريق وإصراره".
ردود الفعل
يختتم رامي عماد حديثه قائلًا: "ردود الفعل كانت رائعة، الجمهور أحب الفيديو كثيرًا، وأعجب بالجانب الإنساني المختلف الذي قدمناه عن مكتشف المقبرة الحقيقي، تلقينا اقتراحات عديدة لعرض الفيديو بشكل دائم في قاعة توت عنخ آمون داخل المتحف، ليشاهده الزوار من جميع أنحاء العالم ويعرفوا القصة من منظور مصري أصيل".