الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

33 يوما إغلاق.. الأمريكيون يصطفون أمام بنوك الطعام

  • مشاركة :
post-title
أشخاص يصطفون في طوابير للحصول على طعام مجاني في حي برونكس بنيويورك

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

شهدت الولايات المتحدة، أمس السبت، طوابير طويلة في بنوك الطعام ومبادرات توزيع الوجبات المجانية، بعد أن توقفت المساعدات الشهرية للبرنامج الفيدرالي لمساعدات الغذاء "سناب"، بسبب استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية الذي دخل اليوم الأحد يومه الـ33.

ونفدت الأموال الفيدرالية في الأول من أكتوبر، بعد فشل المشرعين في الموافقة على تمديدها، وذلك في ظل خلافات بين الديمقراطيين والجمهوريين حول سياسة الرعاية الصحية.
يريد المشرعون الديمقراطيون تمديد دعم خطط التأمين الصحي بموجب قانون الرعاية الميسرة قبل موافقتهم على إعادة فتح الحكومة، بينما يقول الجمهوريون إنهم لن يتفاوضوا بشأن الرعاية الصحية حتى يُعاد فتح الحكومة.

وأمس السبت، بدأت عواقب الإغلاق الحكومي تظهر مباشرة على ملايين الأمريكيين الذين يعتمدون على قسائم الطعام الفيدرالية، أو يرسلون أطفالهم إلى برامج صحية وتعليمية ممولة حكوميًا للأسر ذات الدخل المحدود.

وكان من المفترض صرف الأموال لكلا المبادرتين -برنامج المساعدة الغذائية التكميلية "سناب" وبرنامج "هيد ستارت"- في الأول من نوفمبر، لكن إدارة ترامب تقول إن الإغلاق الحكومي يعني استحالة سداد المدفوعات.

وقضت محكمتان فيدراليتان، الجمعة، بوجوب سداد المسؤولين جزءًا من المدفوعات على الأقل، لكن التوقيت الدقيق غير واضح.

في حي برونكس بنيويورك، حضر نحو 200 شخص أكثر من المعتاد إلى بنك الطعام التابع لـ"كنيسة عالم الحياة"، وارتدى الكثيرون منهم قبعات ومعاطف شتوية، ودفعوا عربات تسوق قابلة للطي في أثناء انتظارهم بطابور امتد عبر عدة شوارع، بحسب ما نقلت وكالة "أسوشيتد برس"الأمريكية.

ووصل بعضهم منذ الساعة الرابعة صباحًا ليختاروا من بين صناديق مليئة بالفواكه والخضروات والخبز والحليب والعصائر والمواد الجافة والسندويشات الجاهزة.

وقالت ماري مارتن، وهي متطوعة في البنك، وتعتمد عليه أيضًا كمصدر إضافي للطعام بجانب مدفوعات برنامج الدعم الغذائي الشهرية، إنها عادة ما تقسم مبلغ المساعدات البالغ نحو 200 دولار بينها وبين ابنيها البالغين، أحدهما لديه ستة أطفال، ويعتمد بشكل كبير على هذا الدعم، وأضافت: "لو لم يكن بنك الطعام هذا هنا، لا أعلم كيف كنا سنعيش".

وكانت وزارة الزراعة تخطط لوقف المدفوعات للبرنامج ابتداءً من السبت، إلى أن أمر قاضيان فيدراليان الإدارة بإعادة صرفها، ومع ذلك لم يتضح متى سيتم إعادة تعبئة بطاقات الخصم التي يستخدمها المستفيدون، ما أثار الخوف والارتباك بين العديد منهم.

وفي ما بدا أنه رد على الرئيس دونالد ترمب، الذي قال إنه سيوفر الأموال، لكنه يريد توجيهًا قانونيًا من المحكمة، أمر القاضي الفيدرالي جون ماكونيل في رود أيلاند، الحكومة بتقديم تقرير بحلول الاثنين، يوضح كيف ستمويل حسابات برنامج الدعم الغذائي الفيدرالي.

وقال ماكونيل، الذي عينه الرئيس الأسبق باراك أوباما، إن على إدارة ترمب أن تدفع المبالغ بالكامل بحلول الاثنين، أو في حال قررت استخدام مبلغ 3 مليارات دولار من صندوق الطوارئ، فعليها تحديد كيفية القيام بذلك بحلول الأربعاء.

وسلط تأخر مدفوعات برنامج الدعم الغذائي الفيدرالي، وهو جزء رئيسي من شبكة الأمان الاجتماعي التي تخدم نحو 42 مليون شخص، الضوء على هشاشة الأوضاع المالية التي يعيشها كثيرون.

وقال القس جون أودو-أوكون من بنك الطعام في برونكس: "الآن البنك لم يعد فقط للفقراء أو للمسنين أو المحتاجين.. أصبح للجميع، لكل المجتمع.. ترى أشخاصًا يأتون بسياراتهم، ويوقفونها وينتظرون دورهم للحصول على الطعام".

في أوستل بولاية جورجيا، اصطفت مئات السيارات في ممرات التوزيع للحصول على أكياس من المواد الغذائية القابلة للتخزين والطازجة، وقالت منظمة Must Ministries إنها وزَّعت الطعام على نحو ألف شخص، أي أكثر من ضعف العدد المعتاد في التوزيعات نصف الشهرية.

وأعربت العائلات في الطوابير عن قلقها من عدم حصولها على مخصصات برنامج الدعم الغذائي في الوقت المناسب قبل عيد الشكر.

وفي لويفيل بكنتاكي، قال المستفيد من برنامج الدعم جيمس جاكسون (74 عامًا) خلال فعالية توزيع الطعام في "كنيسة كالفاري المعمدانية" إنه يشعر بالإحباط لأن الناس يعانون من قرارات تُتخذ في واشنطن، داعيًا المشرعين إلى فهم معاناة الفقر وانعدام الأمن الغذائي.

وقال: "إذا لم تكن فقيًرا يومًا، فلن تعرف معنى الفقر.. أتمنى أن تتحسن الأمور، وأن يحصل الناس على مساعداتهم، وأن نتكاتف جميعًا لنحب بعضنا، ونساعد بعضنا ونطعم بعضنا".

وأوضح القس صموئيل ويتلو أن فعاليات توزيع الطعام عبر السيارات تشهد دائمًا طوابير طويلة، لكن بنك الطعام الذي يستقبل الناس مباشرة شهد مؤخرًا زيادة بنحو 60 شخصًا إضافيًا هذا الأسبوع.

وفي نورويتش بكونيتيكت، عمل 10 متطوعين إضافيين في مطبخ ومصرف الطعام التابع لـ"سانت فنسنت دي بول" أمس السبت، للمساعدة في استقبال الموجة الجديدة من المستفيدين، والتأكد من شعورهم بالراحة وفهمهم للخدمات المتاحة.

 إلى جانب المواد الغذائية والوجبات الساخنة، قدَّم المركز أيضًا طعامًا للحيوانات الأليفة ومستحضرات نظافة وفحوص ضغط دم.

ومن بين 2.1 مليون موظف فيدرالي في البلاد، أُعطي أكثر من 750 ألفًا إجازة مؤقتة -أُرسلوا إلى منازلهم بدون أجر- لمدة شهر كامل، بينما يعمل مئات الآلاف بدون راتب، حتى مع إيجاد الرئيس دونالد ترامب سبلًا لدفع رواتب بعض ضباط إنفاذ القانون والعسكريين في الخدمة الفعلية.

وما يزيد من قلق بعض العمال، تهديد الإدارة بحرمان الموظفين المفصولين مؤقتًا من أجورهم المتأخرة، على الرغم من أن ترامب وقع على قانون عام 2019 خلال فترة ولايته الأولى يضمن ذلك بعد الإغلاق الأخير.

وأعلن صندوق تعليم ومساعدة الموظفين الفيدراليين، وهو منظمة غير ربحية كانت تقدم منحًا صغيرة بقيمة 150 دولارًا لموظفي الحكومة الفيدرالية منذ توقف صرف رواتبهم الأولى، أنه اضطر إلى التوقف عن قبول الطلبات هذا الأسبوع. وأضاف الصندوق أنه تلقى أكثر من 10 آلاف طلب، وأنه يقترب من الحد الأقصى لتمويله البالغ مليون دولار.