الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

واجهة المتحف المصري الكبير.. "بوابة الشمس" مرآة لحضارة لا تغيب

  • مشاركة :
post-title
واجهة المتحف المصري الكبير

القاهرة الإخبارية - أحمد منصور

اليوم تفتح مصر أبواب الزمن على مصراعيه، لتستقبل العالم عند أعتاب أعظم صروحها الثقافية والحضارية في العصر الحديث، المتحف المصري الكبير، الحارس الجديد لذاكرة المصريين القدماء، والمشهد الذي ينتظره العالم منذ سنوات عدة.

على بعد خطوات من أهرامات الجيزة، يقف المتحف شامخًا كأنه امتداد حجري لضوء الشمس الذي يلامس القمم الذهبية، محتضنًا بين جدرانه أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، تتصدرها مقتنيات الملك الذهبي توت عنخ آمون التي تعرض كاملة لأول مرة في التاريخ.

لكن قبل أن يعبر الزائر بواباته المهيبة نحو البهو العظيم وتمثال رمسيس الثاني الذي يستقبله بعظمة الملوك، لا بد أن تتوقف العين أمام واجهة المتحف الكبير، تلك التحفة المعمارية التي لا تكتفي بأن تكون جدارًا، بل تجسد روح مصر ذاتها، وتروي في صمت قصة أمة تعيد بناء مجدها بالحجر والنور.

الواجهة... القوة والبساطة

على امتداد 600 متر عرضًا و45 مترًا ارتفاعًا، تمتد واجهة المتحف المصري الكبير في مشهد يأسر البصر ويأخذ الأنفاس، والتي نفذت بأيدٍ مصرية خالصة وبخامات محلية، لتبعث برسالة للعالم مفادها أن أبناء النيل لا يزالون يسيرون على خطى الأجداد القدامى الذين شيَّدوا المعابد ونحتوا الخلود على الصخر.

تتألق الواجهة برخام مصري مُستخرَج من محاجر سيناء، وهو الرخام ذاته الذي استخدمه المصري القديم في معابده وتماثيله، وكأن المتحف يكمل اللغة الجمالية نفسها التي تحدث بها المصريين القدماء منذ آلاف السنين.

وعلى جانبي المدخل الرئيسي، تمتد خراطيش ملوك مصر القديمة محفورة كأذرع مفتوحة ترحب بزوار الحضارة، وتعلن أن المكان ليس مجرد متحف، بل وعد جديد بين الحاضر والماضي.

المتحف المصري الكبير

فكرة معمارية مستوحاة من الشمس والأهرامات

بدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في تسعينيات القرن الماضي، قبل أن يوضع حجر الأساس عام 2002 في موقع يطل مباشرة على أهرامات الجيزة، وابتكر المعماريون تصميمًا فريدًا يعتمد على امتداد أشعة الشمس من قمم الأهرامات الثلاثة لتلتقي عند كتلة مخروطية تمثل المتحف نفسه، في إشارة رمزية إلى أن الحضارة المصرية لا تنقطع، فمن ضوء الأجداد تولد حضارة الأحفاد.

بدأت الأعمال الإنشائية في عام 2005، وتلاها تأسيس أكبر مركز لترميم الآثار في الشرق الأوسط عام 2006، الذي افتتح رسميًا عام 2010، ليكون بيت الحياة الجديدة لقطع الآثار قبل عرضها.

وخلال عام 2021، اكتمل تشييد المتحف بمساحة تفوق 300 ألف متر مربع تضم قاعات عرض ضخمة ومناطق مؤتمرات ومراكز أبحاث ومطاعم وحدائق مفتوحة.

وهكذا صار المتحف المصري الكبير ليس فقط أكبر متحف أثري في العالم، بل مدينة حضارية متكاملة تعيد تعريف العلاقة بين التراث والإنسان، بين الماضي والمستقبل.

واجهة مرآة الروح المصرية القديمة

ليست الواجهة الحجرية للمتحف مجرد بناء معماري، بل عمل فني يعلن عن هوية مصر الحديثة دولة تجمع بين العلم والجمال، بين الإبداع الأصيل والحداثة المدروسة، ففي كل زاوية منها تنعكس فلسفة المصريين في الخلود، وشغف المصريين المعاصرين بالإنجاز.

المتحف المصري الكبير