أعلنت وزارة الدفاع الرومانية أن الولايات المتحدة أبلغت حلفاءها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) نيتها تقليص وجود قواتها على الجبهة الشرقية لأوروبا المتاخمة لأوكرانيا، في خطوة اعتبرتها واشنطن "إعادة تموضع استراتيجي" يهدف إلى تركيز أولويات الأمن في مناطق أخرى من العالم، ولا سيما في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وفق تصريحات وزير الدفاع الروماني إيونوت موستيانو.
وأكد الجيش الأمريكي لاحقًا صحة هذه المعلومات، لكنه شدد على أن القرار لا يمثل تراجعًا عن التزامات واشنطن تجاه الناتو أو المادة الخامسة الخاصة بالدفاع الجماعي، واصفًا الخطوة بأنها "علامة إيجابية على تنامي القدرة والمسؤولية الأوروبية في الدفاع عن القارة".
تفاصيل القرار الأمريكي
أوضحت وزارة الدفاع الرومانية أن القرار يشمل وقف عملية التناوب الدورية للواء أمريكي كانت له عناصر منتشرة في عدة دول من الناتو، بينها قاعدة عسكرية في رومانيا.
وسيظل في البلاد نحو ألف جندي أمريكي فقط بعد أن تجاوز عددهم 1700 جندي في أبريل الماضي.
وأكدت القيادة الأمريكية أن فريق اللواء القتالي الثاني للمشاة من الفرقة 101 المحمولة جوًا سيعود إلى قاعدته في ولاية كنتاكي وفق الخطة الموضوعة، دون إرسال قوة بديلة لتحل محله في أوروبا.
وأشار مسؤولون في البنتاجون إلى أن الإدارة الأمريكية تعمل حاليًا على مراجعة شاملة لوضعها العسكري العالمي، مع توقع إعلان النتائج مطلع العام المقبل.
مخاوف وتطمينات
أثارت الخطوة مخاوف لدى بعض حلفاء الناتو من أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تُقدم على خفض أوسع للقوات الأمريكية في أوروبا الشرقية، ما قد يُحدث فراغًا أمنيًا في ظل استمرار التوتر مع روسيا.
غير أن مسؤولين أمريكيين ورومانيين سارعوا إلى التقليل من حجم المخاوف، مؤكدين أن الوجود العسكري المتحالف في المنطقة ما زال أكبر مما كان عليه قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022.
وقال وزير الدفاع الروماني إن الشراكة الاستراتيجية بين بوخارست وواشنطن "قوية وقابلة للتنبؤ وموثوقة".
الناتو: تعديل تكتيكي لا أكثر
من جانبه، أوضح مسؤول في حلف الناتو أن "التعديلات على وضع القوات الأمريكية ليست أمرًا غير معتاد"، مشيرًا إلى أن انتشار القوات الأمريكية في أوروبا اليوم يفوق ما كان عليه منذ سنوات طويلة، بفضل التعزيزات التي أقرها الناتو على جناحه الشرقي بعد عام 2022.
أما في بولندا وليتوانيا، فقد أكد مسؤولون حكوميون أن بلديهما لم يتلقيا أي إخطار بانسحاب أو تقليص للقوات الأمريكية المتمركزة هناك.