الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

موسم الكرات الثابتة.. هل انتهى زمن كرة القدم الجميلة؟

  • مشاركة :
post-title
أرسنال أمام أتلتيكو مدريد

القاهرة الإخبارية - محمد عمران

أقيمت تسع جولات من الدوري الإنجليزي الممتاز حتى الآن، وكان التسجيل من الكرات الثابتة هو العنوان الرئيسي، حيث أصبحت الركلات الحرة والرميات الطويلة والركنيات رائجة للغاية، لدرجة أن أرسنال يتصدر جدول الترتيب حاليًا بأربع نقاط على الرغم من أنه سجّل خمسة أهداف فقط من اللعب المفتوح.

من تكتيك الفقراء إلى سلاح الكبار

قبل سنوات قليلة، كانت الأهداف من الركلات الثابتة تُعد تكتيكًا دفاعيًا تعتمد عليه الفرق الصغيرة لمجاراة الكبار، اليوم، انقلبت المعادلة، فقد شهد الموسم الحالي تسجيل 19% من أهداف الدوري من الركنيات (45 من أصل 241 هدفًا)، وهي النسبة الأعلى في تاريخ البريميرليج.

في المجمل، جاءت 27.8% من الأهداف من كرات ثابتة (باستثناء ركلات الجزاء) - وهي ثاني أعلى نسبة على الإطلاق، وقفزة كبيرة مقارنة بأي موسم في العقد الأخير.

أرسنال.. هندسة الكرات الثابتة

يقود ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق ثورة "الكرات المرسومة" داخل أرسنال، حيث سجل الفريق اللندني هذا الموسم 9 أهداف من الكرات الثابتة، أكثر من أي فريق آخر، مستفيدًا من عمل مدرب الكرات الثابتة نيكولاس جوفر، الذي تعاقد معه النادي قبل أربع سنوات.

منذ بداية موسم 2023-2024، سجل أرسنال 37 هدفًا من الركنيات - بفارق 11 هدفًا على الأقل عن أقرب منافسيه في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى.

بعد فوز الفريق على كريستال بالاس بهدف نظيف يوم الأحد على ملعب الإمارات، والذي سجل فيه إيبيريتشي إيزي هدفًا من ركلة ثابتة، قال أرتيتا: "كلما أصبحت الفرق أكثر قوة بدنية وتنظيمًا، ضاقت المساحات وصار التسجيل من اللعب المفتوح أصعب، وعليك أن تجد طرقًا جديدة للتسجيل، والكرات الثابتة واحدة منها".

نيكولاس جوفر مدرب الكرات الثابتة في أرسنال
أوروبا تتبع المسار

التحول ليس حكرًا على إنجلترا، فقد شهدت الدوريات الكبرى في أوروبا ارتفاعًا واضحًا في الأهداف المسجلة من الكرات الثابتة، لكن الدوري الإنجليزي يظل في الصدارة من حيث النسبة والتأثير.

وقال مدرب توتنهام توماس فرانك، بعد فوز فريقه على إيفرتون بثلاثية، سجل منها المدافع ميكي فان دي فين هدفين من ركلات ركنية: "الكرات الثابتة أصبحت حاسمة، وأرسنال مثال على كيف يمكن أن تبني طريقك نحو اللقب من خلالها".

عودة "رميات ستوك سيتي"

استهداف الركنيات ليس هو الأسلوب التكتيكي الوحيد الذي يحدث في الدوري الإنجليزي، حيث شهدت الرمية الطويلة، التي اكتسبت شعبيتها بفضل مدافع ستوك سيتي السابق روري ديلاب بين عامي 2008 و2012، ارتفاعًا كبيرًا.

واستخدم فريق برينتفورد هذا الموسم تحت قيادة مدربه السابق كيث أندروز، هذا التكتيك، عبر المدافع مايكل كايود، الذي كانت إحدى رمياته الطويلة سببًا في الهدف الافتتاحي أمام ليفربول في الفوز 3-2.

وسجّل الفريق ثمانية أهداف من رميات تماس منذ بداية الموسم الماضي، في رقم يُعيد للأذهان أسلوب ستوك الشهير.

حيث قال إيرلينج هالاند، بعد فوز مانشستر سيتي الصعب على برينتفورد الشهر الماضي: "ذكروني بستوك سيتي وروري ديلاب قبل 15 عامًا".

روري ديلاب
الكرات الثابتة إلى أين؟

يبدو أن "موضة" الكرات الثابتة ليست عابرة، حيث يحتل أرسنال وتوتنهام المركزين الأول والثالث على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز، كما يحتلان المركزين الأول والثالث في الأهداف من الكرات الثابتة (باستثناء ركلات الجزاء)، وهو ما يؤكد فعالية هذا التكتيك.

أما ليفربول، فلم يسجل أي هدف من ركلة ركنية أو حرة غير مباشرة هذا الموسم، بينما استقبل 6 أهداف من الكرات الثابتة، وهو أحد أسوأ سجلات الدفاع في البطولة.

سلوت اختصر الموقف بقوله بعد الخسارة أمام كريستال بالاس: "هناك فرق تفوز بالمباريات عبر الكرات الثابتة، ونحن نخسرها بسببها، وهذا يجب أن يتغير".