الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مؤتمر القاهرة "خطوة مفصلية".. مصر تقود معركة إعادة إعمار قطاع غزة

  • مشاركة :
post-title
توقيع اتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

تتجه الأنظار إلى القاهرة مجددًا، وهي تقود جهودًا دبلوماسيًة كبيرًة لتثبيت اتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والدخول في مرحلته الثانية عن طريق تهيئة الأرضية السياسية والإنسانية لبدء عملية إعادة الإعمار في أقرب وقت ممكن تنفيذًا لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ويمثل المؤتمر الدولي للتعافى المبكر وإعادة الإعمار المزمع عقده في القاهرة خلال نوفمبر المقبل "خطوة مهمة" لتوحيد الجهود الدولية لدعم الشعب الفلسطيني وتلبية احتياجاته والمساهمة في إعادة البناء وفقاً للخطة العربية – الإسلامية ولخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط. 

وبينما تواصل مصر جهودها لتوحيد الصف الفلسطيني وتفعيل الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، أكد خبراء لموقع "القاهرة الإخبارية" أن نجاح هذه الجهود مرهون بمدى التزام إسرائيل باتفاق شرم الشيخ بعد ورفع القيود المفروضة على القطاع وعدم منحها أي ذرائع للعودة مجددًا إلى الحرب. 

وشدد الخبراء على أن "موقف مصر من دعم تثبيت اتفاق شرم الشيخ "واضح ولا يحتمل المزايدة"، مشيرين إلى أن مؤتمر إعادة إعمار القطاع المنكوب "مهم جدًا وفي لحظة مفصلية وعلى الدول العربية دعمه من أجل الشعب الفلسطيني الذي عانى مرارة العدوان على مدار عامين". 

إعمار غزة.. بارقة أمل للفلسطينيين

وفي حديثه مع موقع "القاهرة الإخبارية"، أكد الدكتور أسامة شعث، الأكاديمي الفلسطيني المتخصص في العلاقات الدولية، أن مصر تبذل جهودًا كبيرة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن توحيد الصف الفلسطيني هو المدخل الحقيقي لإعادة الإعمار.

وقال "شعث": "لا إعمار دون توحيد الداخل الفلسطيني، فإسرائيل تراهن على استمرار الانقسام لإضعاف المقاومة وإكمال مشروعها الاستيطاني والعدواني ضد غزة".

وأضاف أن الخطة المصرية تقوم على تشكيل لجنة تكنوقراطية فلسطينية تتولى إدارة شؤون القطاع وتنفيذ برنامج الإعمار، إلى جانب إجراء إصلاحات جذرية داخل السلطة الفلسطينية لتجديد مؤسساتها وإعادة بناء البيت الفلسطيني على أسس وطنية جامعة.

وشدّد الأكاديمي الفلسطيني، على أن مؤتمر إعادة الإعمار المقبل يمثل بارقة أمل للشعب الفلسطيني، إذ يعيد وضع الأساس لبناء مستقبل سياسي واقتصادي جديد بعد سنوات من الدمار والمعاناة.

مؤتمر إعادة الإعمار.. محطة مفصلية

من جانبه، رأى الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية للدفاع عن الشعب الفلسطيني، أن مؤتمر إعادة الإعمار سيكون محطة مفصلية في الجهود الفلسطينية والدولية لإعادة بناء غزة، ويمثل في الوقت ذاته انطلاقة سياسية جديدة نحو تحقيق حل الدولتين.

وأوضح "عبد العاطي" لـ"القاهرة الإخبارية"، أن الإدارة الأمريكية السابقة والحكومة الإسرائيلية ما زالتا ترفضان وجود السلطة الوطنية أو أي فصيل فلسطيني في إدارة القطاع، إلا أن الرؤية المصرية تتجه إلى تشكيل لجنة إسناد مجتمعي مؤقتة لضمان استمرار الخدمات الإنسانية وتنظيم العمل الأمني والإداري، في سياق الإعداد لوحدة المؤسسات الفلسطينية.

وأشار إلى أن ضمانات عدم تكرار تدمير غزة تكمن في إنهاء الاحتلال، مضيفًا: "حتى يتحقق ذلك، لا بد من إرسال قوة دولية لحفظ السلام لحماية المدنيين وضمان دخول المساعدات الإنسانية".

وشدّد رئيس الهيئة الدولية للدفاع عن الشعب الفلسطيني، على ضرورة أن تكون أولويات الإعمار وفق الخطة العربية والدولية التي تضع الاستجابة الإنسانية في المقدمة، تليها مراحل التعافي وبناء المساكن والمرافق الصحية وتعويض المتضررين.

الدور المصري.. حجر الزاوية

ويؤكد الدكتور أسامة السعيد، رئيس تحرير جريدة الأخبار المصرية، أن الجهود المصرية في إعادة الإعمار تمثل حجر الزاوية في أي تحرك إقليمي أو دولي لحل أزمة غزة، مشيرًا إلى أن الخطة المصرية حظيت بدعم عربي وإسلامي ودولي واسع لأنها تتبنى مقاربة متكاملة تجمع بين وقف التهجير وإعادة الإعمار المبكر وعلى الدول العربية دعمها من أجل الشعب الفلسطيني.

وقال "السعيد" لموقع "القاهرة الإخبارية، إن هذه الخطة "تعتمد على أسس علمية واقعية، وتستهدف الحفاظ على قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود فوق أرضه، وقطع الطريق أمام المخططات الإسرائيلية لتفريغ القطاع".

وأضاف أن القاهرة تحشد دعمًا دوليًا واسعًا، مشيرًا إلى القمة المرتقبة الشهر المقبل لإطلاق خطة الإعمار رسميًا، وإلى تنسيق مصري مستمر مع العواصم الإقليمية والغربية لضمان توفير التمويل والدعم اللوجستي.

وحذر من أن إسرائيل تسعى لعرقلة جهود الإعمار عبر خرق اتفاق وقف النار ومنع دخول مواد البناء، مؤكداً أن على المجتمع الدولي أن يضغط على تل أبيب لرفع القيود عن المعابر والسماح بحرية حركة البضائع والسكان.

وأكد رئيس تحرير جريدة الأخبار المصرية، أن الحفاظ على اتفاق شرم الشيخ وتنفيذ بنوده بدقة هو شرط أساسي لنجاح الإعمار، مشيرًا إلى ضرورة إيجاد حل سياسي مستدام يقوم على مبدأ الدولتين لمنع تكرار دوامة الدمار والإعمار التي يعيشها القطاع منذ سنوات.

جهود مصرية مكثفة

من جهته، أوضح أشرف العشري، مدير تحرير جريدة الأهرام المصرية، لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن مصر تكثّف تحركاتها الدبلوماسية استعدادًا لعقد مؤتمر إعادة إعمار غزة في النصف الثاني من نوفمبر المقبل، بالتعاون مع الأمم المتحدة، الجامعة العربية، الاتحاد الأوروبي، والدول المانحة.

وأشار "العشري" إلى أن خطة الإعمار المصرية جاهزة منذ القمة العربية في مارس الماضي، وتتضمن مراحل زمنية واضحة وكلفة تقديرية ومقاربة شاملة تشمل التعافي المبكر وإعادة بناء البنية التحتية والمساكن.

وأكد أن القاهرة تنسق بشكل وثيق مع واشنطن وقطر والفصائل الفلسطينية لضمان تنفيذ اتفاق شرم الشيخ ومنع إسرائيل من تعطيله، مشيرًا إلى أن القيادة المصرية تتابع عن كثب تطبيق وقف إطلاق النار وتعمل على إزالة أي عقبات أمام بدء الإعمار.

وقال "العشري": "إسرائيل تحاول منذ البداية تفجير الاتفاقات وإشعال التوتر من جديد، لكن مصر تدير الملف بحكمة وتوازن بالتعاون مع شركائها الدوليين من أجل تثبيت الهدنة وإطلاق مرحلة الإعمار بشكل منظم ومستدام".