رحَّبت تركيا، اليوم الأحد، بإعلان حزب العمال الكردستاني سحب قواته من أراضيها إلى شمال العراق.
وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم عمر تشليك، إن "انسحاب العناصر الإرهابية من تركيا وإعلانها عن خطوات جديدة نحو نزع السلاح يشكِّلان تقدمًا يتماشى مع الهدف الرئيسي لخارطة طريق تركيا بلا إرهاب".
وأوضح "تشليك"، في منشور على منصة "إن سوسيال" التركية، اليوم، أن "تفكيك هياكل بي كي كي الإرهابية المسلحة وغير القانونية داخل تركيا وفي جميع أنحاء المنطقة وخاصة في العراق وسوريا والاستمرار في ترك هذه العناصر أسلحتها، يُعدّ الهدف الرئيسي لمسيرة تركيا بلا إرهاب".
وتابع: "مسيرة تركيا بلا إرهاب تمثل خطوة إستراتيجية وتاريخية لتطهير ديمقراطيتنا من جميع التهديدات، وهدف إخلاء المنطقة برمتها من الإرهاب والذي يُعدّ نتيجة طبيعية لا يتجزأ من مسيرة تركيا بلا إرهاب، هو موقفٌ رافضٌ لفرض الوصاية الإمبريالية من خلال المنظمات الإرهابية في منطقتنا المجاورة، وخاصةً في دول الجوار".
وفي وقت سابق اليوم، أعلن حزب العمال الكردستاني سحب جميع قواته من تركيا إلى شمال العراق.
وجاء في البيان نشرته وكالة فرات للأنباء المقرّبة من الحزب، اليوم: "في إطار نداء السلام والمجتمع الديمقراطي وعملًا بقرارات المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني، أعلنت حركة (حرية كردستان) انسحاب قواتها من تركيا في خطوة تاريخية نحو المرحلة الثانية من نداء السلام والمجتمع الديمقراطي".
وأضاف البيان: "بدأنا خطوة سحب قواتنا من تركيا تحسبًا لاحتمال خطر الصدامات وإزالة الأرضية لاحتمال وقوع أحداث غير مرغوب فيها".
وتابع: "من المؤكد أن هذه الخطوات ستكون لها انعكاسات ملموسة، وتشكِّل ترجمة عملية للموقف الذي تم إقراره في المؤتمر الثاني عشر للحزب، من الواضح تمامًا أننا ملتزمون بقرارات هذا المؤتمر ونسير وفق توجيهاته، لكن من الناحية السياسية والقانونية يجب إظهار الالتزامات التي تفرضها المرحلة من دون تأخير، في هذا السياق فأنه يجب اعتبار قانون التحول الخاص بحزب العمال الكردستاني أساسًا لمشاركته في الحياة السياسية الديمقراطية، وضمان اندماجه في مسار الحرية والديمقراطية دون عراقيل".
تسليم السلاح
وفي يوليو من العام الجاري، بدأ مقاتلو حزب العمال الكردستاني تسليم أسلحتهم قرب مدينة السليمانية شمالي العراق، وأحرق 30 مسلحًا من الحزب أسلحتهم عند مدخل كهف، في خطوة وصفت بأنها رمزية لكنها مهمة في الصراع الممتد منذ عقود بين تركيا والجماعة المحظورة.
يذكر أن حزب العمال الكردستاني، الذي خاض صراعًا داميًا مع الدولة التركية منذ عام 1984، قرر في مايو الماضي حل نفسه وإنهاء صراعه المسلح بعد دعوة علنية من زعيمه المسجون منذ فترة طويلة عبدالله أوجلان.