ترى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الاتفاق الذي توصل إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع أستراليا، أمس الاثنين، بشأن الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة في البلاد، يشير إلى سعي الولايات المتحدة للحصول على مصادر جديدة للموارد الحيوية، بعد القيود الصارمة التي فرضتها الصين على إمداداتها.
وتأتي الخطة، التي قال ترامب ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز إنها ستولد مشاريع بقيمة تصل إلى 8.5 مليار دولار، بعد أن قال الرئيس الأمريكي في وقت سابق من شهر أكتوبر الجاري إن تشديد الصين لضوابط التصدير على المعادن الأرضية النادرة أمر "شرير وعدائي".
جعل ترامب الاستحواذ على المعادن الأرضية النادرة، التي تستخدم في تصنيع منتجات تشمل المحركات والفرامل وأشباه الموصلات والطائرات المقاتلة، محورًا أساسيًا في استراتيجيته للسياسة الخارجية الأمريكية.
وأكدت كل من إدارة ترامب وإدارة بايدن أن زيادة الوصول إلى الدول الغنية بالمعادن سيكون عاملًا أساسيًا في تقليل الاعتماد على الصين وتعزيز سلاسل التوريد العالمية.
ستتيح هذه الاتفاقية للولايات المتحدة الاستفادة من الموارد المعدنية الهائلة في أستراليا، بينما وافقت أستراليا على استثمار مليارات الدولارات في شركات دفاعية أمريكية، وفقًا لملخص البيت الأبيض للاتفاقية. لكن من غير الواضح مدى جدية هذه الاتفاقية أو متى سيتم زيادة إمدادات المعادن إلى الولايات المتحدة.
قال ترامب: "بعد عام تقريبًا من الآن، سيكون لدينا وفرة هائلة من المعادن الأساسية والمعادن النادرة لدرجة أننا لن نعرف كيف نستغلها. نحن نعمل بجد على كل ما يتعلق بالجيش، والحماية العسكرية، والسفن العسكرية، والمركبات، والأسلحة، والذخيرة، وكل شيء آخر".
بموجب شروط الاتفاق، تعتزم الولايات المتحدة وأستراليا استثمار ما مجموعه 3 مليارات دولار في مشاريع معدنية حيوية خلال الأشهر الستة المقبلة، ومن المتوقع أن تسفر هذه الاستثمارات عن مشاريع بقيمة حوالي 53 مليار دولار، وفقًا للبيت الأبيض.
كما وافقت وزارة الدفاع الأمريكية على الاستثمار في بناء مصفاة جديدة في أستراليا، من المتوقع أن تنتج 100 طن من معدن "الجاليوم" سنويًا، ويستخدم معدن "الجاليوم" في رقائق الكمبيوتر عالية السرعة وفي قطاعي الدفاع والطاقة المتجددة.
قال ألبانيز عن الاتفاقية مع الولايات المتحدة: "إن تعزيز أمن المنطقة وعلاقاتنا الاقتصادية أمر بالغ الأهمية. إن اتفاق اليوم بشأن المعادن الأساسية والمعادن النادرة يرتقي بالأمور إلى مستوى جديد، ليغتنم الفرص المتاحة لنا".
شكل هدف الوصول إلى المعادن الأساسية محورًا رئيسيًا في مختلف جوانب استراتيجيته في السياسة الخارجية، بما في ذلك نهجه تجاه الحرب في أوكرانيا واستراتيجيته تجاه أفريقيا. في الشهر الماضي، تعهدت الحكومة الأمريكية باستثمار 75 مليون دولار في احتياطيات أوكرانيا المعدنية، وهو ما اعتبرته كييف وسيلة لكسب الدعم الأمريكي لجهودها في الدفاع عن نفسها ضد روسيا.
تحدث ترامب في وقت سابق من العام الجاري أيضًا عن الاستحواذ على معادن في جرينلاند وكندا، كما استثمرت الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة في خط سكة حديد في أنجولا، مما سيساعد الولايات المتحدة على الوصول إلى معادن حيوية في وسط أفريقيا.
لكن حتى مع توقيعه الاتفاقية مع أستراليا، بدا ترامب متفائلًا بإمكانية إصلاح العلاقات مع الصين. بعد أن شددت بكين القيود على صادرات المعادن النادرة، صرح ترامب بأنه سيفرض رسومًا جمركية بنسبة 100% على جميع المنتجات الصينية.
ولكن أمس الاثنين، أعرب ترامب عن اعتقاده بأنه سيتمكن من إبرام صفقة تجارية مع الصين خلال رحلته إلى آسيا في وقت لاحق من شهر أكتوبر الجاري، حيث من المتوقع أن يلتقي بالزعيم الصيني شي جين بينج.