تواجه صناعة السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة حالة من الاضطراب، خاصة بعد قرار الرئيس ترامب رفع الحوافز التحفيزية المخصصة لهذه الصناعة، التي تُعد من الركائز الأساسية لمستقبل قطاع السيارات الحديث. هذا القرار أثار العديد من التساؤلات حول مصير العلامات التجارية العريقة في الولايات المتحدة وحول العالم، وطرح تساؤلات حول قدرتها على منافسة الشركات الصينية الناشئة التي تمكنت من الاستحواذ على حصة كبيرة من السوق العالمي.
ففي تقرير نشر على موقع "بيزنس إنسيدر"، تساءل التقرير عن مدى قدرة شركات صناعة السيارات على الصمود، ووضعت عنوانًا يطرح الكثير من التساؤلات: "من سيصمد غير تسلا؟".
ورغم تحقيق شركات صناعة السيارات نتائج جيدة في الربع الثالث، إلا أن هناك الكثير من الشكوك حول استمرار هذه النتائج، حيث يأتي ذلك وسط رغبة في الشراء قبل تنفيذ قرار الرئيس ترامب برفع الحوافز التحفيزية لهذه الصناعة، مما يثير الكثير من الشكوك حول النتائج المستقبلية.
وباستثناء شركة تسلا المملوكة للملياردير إيلون ماسك، والتي لا تزال تحقق نتائج طيبة على مستوى المبيعات، تعاني معظم الشركات من ضعف النتائج بصورة متفاوتة، وهو ما يؤثر على هذه الصناعة التي تعتمد على ضخامة الإنتاج لتقليل التكاليف.
وأشارت شركة "Cox Automotive" في تقريرها الأخير عن مستقبل الصناعة، إلى تسجيل 437,487 سيارة كهربائية تم بيعها في الربع الثالث من العام الحالي، بمعدل زيادة بنسبة 30% عن الفترة المقارنة، وهو ما يعكس إقبالًا كبيرًا على شراء السيارات الكهربائية. ولكن مع هذه الأرقام الإيجابية، تظل الحقيقة المؤلمة أن معظم شركات السيارات الكهربائية تحقق الخسائر ولا تستطيع الوصول إلى الربحية أو حتى تجنب الخسائر.
وتظل شركة تسلا هي الاستثناء الوحيد؛ فبالرغم من تراجع حصتها السوقية من 49% إلى 41%، إلا أنها لا تزال تهيمن على صناعة السيارات الكهربائية الأمريكية. فقد باعت من طراز"Y" وطراز "3" أكثر من 168 ألف سيارة في الربع الثالث فقط.
على الجانب الآخر، باعت 9 طرازات فقط من أكثر من 90 طرازًا مختلفًا، أكثر من 10 آلاف سيارة في نفس الفترة، مما يعكس الفارق الكبير في المبيعات بين تسلا والشركات الأخرى، في الوقت الذي تكافح فيه الشركات لبيع 6000 سيارة لكي تستطيع المنافسة.
وشهد العديد من العلامات التجارية العريقة مثل مرسيدس وتويوتا ونيسان انخفاضًا في مبيعاتها، رغم اندفاع المستهلكين للشراء قبل انتهاء مهلة إلغاء الحوافز الفيدرالية. أما علامات مثل فولكسفاجن وجنرال موتورز وهوندا وهيونداي، فقد حققت تقدمًا في مبيعاتها، لكنها أرقام لا تحولها إلى الربحية.
وفي الوقت الذي حققت فيه شركة تسلا أرباحًا بقيمة 1.5 مليار دولار في النصف الأول من هذا العام، تعرضت شركة فورد لخسائر بقيمة 2.2 مليار دولار، وشركة ريفيان إلى خسائر بقيمة 1.7 مليار دولار.
وتظل المخاوف متزايدة حول إحجام صناع السيارات عن التوقف عن المنافسة في سوق السيارات الكهربائية في ظل عدم قدرتهم على تحمل الخسائر، وهو ما سينعكس على مستقبل صناعة السيارات. ففي يوليو الماضي، توقفت شركة مرسيدس في الولايات المتحدة عن استقبال طلبات شراء جديدة، وكذلك شركات بورش وهوندا، وحتى فيراري التي تتمتع بهامش ربح كبير في سعر سيارتها.
ويعتقد الكثير من المحللين أن انتهاء الحوافز الفيدرالية سيضع صناعة السيارات أمام اختبار حقيقي حول مدى قدرتها على المنافسة دون وجود دعم حكومي.