الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

يسرا في احتفالية 50 عاما على مشوارها الفني: الموهبة وحدها لا تكفي والنجومية الأصعب هي الاستمرار

  • مشاركة :
post-title
يسرا

القاهرة الإخبارية - إنجي سمير

على مدار خمسين عامًا، أثرت الفنانة الكبيرة يسرا الحقل الفني بالنجاحات والأعمال الخالدة في السينما والدراما المصرية والعربية، ليحتفي بها مهرجان الجونة السينمائي الدولي ويُقيم معرضًا لها وندوة تكريم غلبت مشاعر الحب والتقدير على أجوائها، لتتحول الندوة إلى لحظة تقدير جماعي لمكانة يسرا كأيقونة فنية وإنسانية نادرة واستثنائية.

فيما لم تملك الفنانة الكبيرة أمام هذه المشاعر الصادقة سوى التعبير عن امتنانها العميق لجمهورها وزملائها الذين ساندوها على مدار العقود الخمسة، مؤكدة أن "الموهبة وحدها لا تكفي لتحقيق النجومية، بل لا بد من الذكاء، والصبر، وحسن الاختيار، بالإضافة إلى عامل الحظ الذي وصفته بأنه عامل لا يمكن تجاهله".

وقالت: "في بداياتي كانت الصحافة محدودة، أما اليوم فأصبح كل شخص ناقدًا بطريقته. وسائل التواصل الاجتماعي منحت الميديا قوة هائلة، لكنها جعلت الحكم على الفنانين أكثر قسوة وسرعة".

ذكريات المشوار.. من عشرة جنيهات إلى قمة المجد

استهلت يسرا حديثها بالتأكيد على فخرها بهذه المسيرة، إذ قالت: "فخورة بمرور خمسين عامًا على رحلتي الفنية، وممتنة لكل من أضاف لحياتي وتعلمت منه أمام الكاميرا أو خلفها، ومن دون حب الناس، لم أكن لأصل إلى ما أنا عليه اليوم."

البدايات وحُسن الاختيار

استعادت الفنانة الكبيرة بداياتها الفنية، كاشفة عن كواليس مشوارها، إذ قالت إن السنوات العشر الأولى من مسيرتها لم تكن سهلة، إذ كانوا يلقبونها بـ"النجمة المعلّبة"؛ لأنها شاركت في 25 فيلمًا طرحت بعد أربع سنوات من بدايتها وفشلت فشلًا كبيرًا.

ولم تكن تدرك يسرا أين الخطأ، هل في اختيارها أم في العمل نفسه، لذلك قررت أن تدرس وتتعلم، فكانت تحضر مونتاج فيلم "الكرنك" بالكامل لتفهم المصطلحات الفنية مثل "الراكور".

وأوضحت أن الموهبة وحدها لا تكفي، فالفنان يحتاج إلى ذكاء وصبر وحسن اختيار.

عشرة جنيهات

كما تطرقت إلى كواليس عملها مع المخرج شريف عرفة في فيلم «الجارحي» الذي تحوّل لاحقًا إلى «الإرهاب والكباب»، قائلة: "إنها بعد قراءتها للسيناريو رأت أن الدور صغير، لكنه رغم ذلك كان مؤثرًا."

وأوضحت أنها لم تكن لتستطيع رفض دور من وحيد حامد، فذهبت إليه في يوم لتناول القهوة معه، وهناك أقنعها شريف عرفة بالدور. وقالت إنها طلبت حينها أجرًا قدره 10 جنيهات، وكان مبلغًا كبيرًا وقتها، وصممت الفستان بنفسها أمام شريف عرفة في اليوم نفسه، قبل أن يبدأ التحضير للدور مع وحيد حامد ويخرج الفيلم بالشكل الذي شاهده الجمهور.

أضافت أن النجاح لا يُقاس بحجم الدور بل بقوته وتأثيره، مستشهدة بمشهدها القصير في فيلم «معالي الوزير» مع الفنان الراحل أحمد زكي، قائلة: "كان مشهدًا صغيرًا، لكنه عمود الفيلم."

الحظ

وأضافت يسرا أن في كل رحلة نسبة من الحظ، لأنك تلتقي بأشخاص يضيفون لك وتتعلم منهم.

أما عن تقييمها لمشوارها الفني، فأكدت أن الاختيارات مهمة، وكذلك الأشخاص المحيطون الذين يثقفون الفنان ويدفعونه إلى الأمام.

وروت موقفًا مع الكاتب وحيد حامد عندما سألته عن السيناريو، فأمسك ورقة ورسم عليها خطوطًا متعرجة وقال لها: "ده أهم جزء في الفيلم... الكلايمكس."

مواقف حياتية

وبصراحة تعكس نضج تجربتها، أشارت يسرا إلى أنها تتعامل مع المواقف الحياتية أحيانًا بتفهم، وأخرى بذكاء، وأحيانًا بضيق، لكنها تعلمت مع مرور الوقت أن على الفنان مسؤولية تجاه جمهوره حتى في الأوقات الصعبة.

وأوضحت أنها لا تربط بين حياتها الشخصية وتعاملها مع الجمهور، مستشهدة بمثال بسيط قائلة إنه عندما يطلب منها أحد المعجبين التصوير لبضع ثوانٍ، لا تتردد أبدًا، لأنها تؤمن بأن إحراج أي شخص قد يجعل الحياة تردّ لها الموقف نفسه يومًا ما.

وأضافت أن الذكاء يمكن اكتسابه من خلال التعلم من شخصيات أخرى ورحلتهم، واستذكرت إعجابها بالسيدة فاتن حمامة التي كانت تستمع إليها لتتعلم منها، قائلة إنها لن تنسى حوارًا لها عندما سألوها كيف أتقنت لغات أخرى فقالت: "من الراديو."

معرض 50 سنة يسرا

بيّنت يسرا خلال الندوة أن عملية التحضير للمعرض استغرقت وقتًا كبيرًا من البحث في نحو ستين حقيبة عن فساتين أيقونية إلى رؤية محطات حياتها كلها مجتمعة.

كما عبّرت عن فخرها بخمسين عامًا من الفن واعترافها بأن حب الجمهور كان الدافع الأهم.

كلمات من القلب

توالت خلال الندوة رسائل المحبة والتقدير من نجوم الوسط الفني، حيث قالت الفنانة إلهام شاهين: "أحبك يا سيفا، صداقتنا ممتدة منذ أيام فيلم دانتيلا وحتى الآن.. الجمهور يرى لحظات السعادة فقط، لكنه لا يعرف كم التعب والسهر والجهد الذي بذلناه."

وردت يسرا بابتسامة مؤثرة: "الجمهور لا يرى كل شيء في حياتنا، بل جانبًا صغيرًا فقط."

أما هالة صدقي، فأكدت أن يسرا "إنسانة قبل أن تكون نجمة"، قائلة: "تربطنا ذكريات منذ فيلم أنف وثلاث عيون، وهي صاحبة واجب لا تتأخر عن أحد وتفعل الخير في الخفاء، كما أنها لا تفوت واجب عزاء، وتحاول دائمًا إرضاء الجميع حتى على حساب وقتها وصحتها."

وأضافت مازحة: "لكن لن أسامحها لأنها مثلت مع أحمد رمزي ورشدي أباظة!"

مواقف إنسانية

وتأثرت يسرا بشدة عندما روت الفنانة شيماء سيف موقفًا إنسانيًا حدث أثناء تصوير مسلسل «1000 حمدلله على السلامة»، قائلة: "كنا نصور في منطقة بسيطة، وأثناء الليل كانت المحلات مغلقة، وفوجئنا بيسرا تضع أموالًا تحت باب بعض المتاجر لمساعدة أصحابها دون علم أحد."

هاني رمزي: "أشعر أنها ابنتي"

شارك الفنان هاني رمزي بكلمات مليئة بالمحبة، قائلاً: "أحيانًا أشعر أنها ابنتي، أفرح لفرحها وأحزن لحزنها، يسرا تمتلك طاقة حب تجعل الجميع يحبها ويحترمها."

فيما اختتمت الفنانة ليلى علوي بكلمات مؤثرة: "يسرا مشوارك راقٍ ودسم، وأنت قريبة من الجميع ومن الله، تستمعين إلينا وتنصحين بحكمة."

ثم سألتها ليلى علوي عن ثلاث نصائح تقدمها لها ولهالة صدقي وإلهام شاهين، فأجابت يسرا بحكمة اختصرت تجربتها كلها: "الصبر والصفاء، ومهما كان عندكم، فوتوا واعملوا نفسكم مش واخدين بالكم، إذا كان هناك حائط أمامكم سيهدم."

مفاجأة عالمية

وفي ختام الاحتفالية، فاجأت يسرا الحضور بإعلانها أن نجل النجم العالمي كلينت إيستوود سيحضر حفل الختام.