استيقظ السوريون والأتراك، اليوم الإثنين، على كارثة الزلزال المروع الذي ضرب البلدين المجاورين، وخلّف خسائر بشرية ومادية هائلة.
ولقى 1785 شخصًا حتفهم، وهو رقم مرشح للزيادة، جراء زلزال بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر، ضرب وسط تركيا وشمال غرب سوريا، فجر اليوم الإثنين، أعقبته هزة قوية ثانية بقوة 7.7 عند منتصف النهار، بينما تحاول فرق الإنقاذ في تركيا وسوريا البحث عن ناجين تحت أنقاض الأبنية المنهارة.
انهيار 2818 بناية في 10 مدن تركية
وسقط آلاف الجرحى في الزلزال الذي لم يحدث منذ قرن من الزمان، وضرب مناطق كاملة في المدن التركية التي يقطنها ملايين السوريين الذين فروا من الحرب في بلدهم، وانهار العديد من المباني ونُشرت فرق الإنقاذ للبحث عن ناجين تحت أكوام ضخمة من الأنقاض.
وبينما أعلن نائب الرئيس التركي، مصرع 1014 شخصًا جراء الزلزال، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن 912 شخصًا لقوا حتفهم جراء الزلزال، فيما أصيب 5383 شخصًا، وانهارت 2818 بناية.
وقال سليمان صويلو، وزير الداخلية التركي، إن 10 مدن تضررت، هي "غازي عنتاب، كهرمان ماراس، هاتاي، عثمانية، أديامان، مالاتيا، شانليورفا، أضنة، ديار بكر، وكيليس".
وفي سوريا التي دمرتها حرب أهلية على مدار 11 عامًا، قالت وزارة الصحة إن حصيلة ضحايا الزلزال ارتفعت إلى 771 وفاة، و1508 إصابات في اللاذقية وحلب وحماة وطرطوس، في حصيلة غير نهائية.
وفي شمال غرب سوريا، قالت فرق الإنقاذ هناك إن 147 شخصًا لقوا حتفهم، وأعلنت الخوذ البيضاء السورية، المعروفة أيضًا باسم الدفاع المدني السوري، في بيان لها، اليوم، أن شمال غرب سوريا "منطقة منكوبة".
أعداد الضحايا مرشحة للزيادة
وذكرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، أن الوفيات جراء الزلزال القوي الذي ضرب جنوب تركيا، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الإثنين، قد يصل 10 آلاف شخص.
وقدرت الهيئة أن الخسائر الاقتصادية ستتراوح على الأرجح ما بين مليار دولار و10 مليارات دولار، يمكن أن تصل 2% من الناتج المحلي الإجمالي لتركيا.
ومن المتوقع أن يزيد عدد ضحايا الزلزال مع استمرار عمليات البحث عن ناجين تحت أنقاض الأبنية المنهارة في المدن على جانبي الحدود بين سوريا وتركيا، هذا في الوقت الذى تواجه عمليات البحث والإنقاذ صعوبات، بسبب الظروف الجوية السيئة والبرد القارس، فضلًا عن حدوث هزات ارتدادية بعد الزلزال المروع.
صعوبات بسبب البرد
وتسبب الزلزال في حالة من الارتباك بالشوارع التركية، خاصة بعدما هرع سكان المنازل والمباني المُتضررة خارجها؛ خوفًا من الهزات الارتدادية التي تعقب الزلزال.
وقال عمر أحمد، مراسل "القاهرة الإخبارية" من أنقرة، إن جهود الإسعاف والإنقاذ التي تلت الهزة الأرضية، واجهت صعوبات كبيرة؛ بسبب موجات البرودة التي تشهدها تركيا في الوقت الحالي.
وأشار إلى الصعوبات التي واجهت الأشخاص الذين تضررت منازلهم بفعل الزلزال، إذ يواجهون العديد من المشكلات، أبرزها الطقس البارد وصعوبة إيجاد مأوى للتدفئة، ما أدى إلى حالة من الارتباك العام في أعقاب الهزة الأرضية.
وتسبب الزلزال في توقف عمليات الشحن بالعديد من الموانئ التركية المهمة، وإغلاق المطارات حتى إشعار آخر، وانقطاع الكهرباء وخدمة الإنترنت عن العديد من المناطق.
وتعرضت قلعة غازي عنتاب التاريخية التي تم بناؤها منذ أكثر من 2200 عام إلى الانهيار خلال الزلزال، وأحدث شقوقًا في أرضيات العديد من المطارات والموانئ.
خبير يدعو لفحص السدود لتفادي حدوث فيضانات
ونقلت صحيفة" الجارديان" البريطانية، دعوة ناجي جورور، خبير الزلازل بالأكاديمية التركية للعلوم، للمسؤولين المحليين، لإجراء فحص فوري للسدود في المنطقة، للتأكد من عدم تضررها جراء الزلزال، وحدوث شقوق بها من الممكن أن تؤدي إلى فيضان كارثي.
أقوى زلزال منذ 100 عام
وفق هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، يعد أقوى زلزال شهدته البلاد منذ أكثر من 100 عام. وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، إن زلزالًا قويًا بنفس القوة بلغت قوته 7.8 درجة ضرب شرق تركيا في عام 1939، أسفر عن مقتل أكثر من 30 ألف شخص.
وفي عام 1999 لقى أكثر من 17 ألف شخص مصرعهم بعد زلزال قوي ضرب شمال غرب البلاد.
تضامن دولي مع تركيا
وأعلن العديد من الدول والجهات الدولية تضامنها مع تركيا، والاستعداد في التعاون مع أنقرة لمواجهة آثار الزلزال.
وقال الاتحاد الأوروبي: إنه تم نشر 10 فرق للبحث والإنقاذ في المدن التركية.
جاء ذلك بعد أن دعت إدارة الكوارث والطوارئ التركية، إلى تقديم مساعدات دولية، طالبة المساعدة في مجال البحث والإنقاذ في المدن.
وقالت الإدارة إنه تم الإعلان عن الزلزال في المستوى الرابع، فيما يتعلق بخطة تركيا للاستجابة للكوارث.