رفضت الصين، اليوم الخميس، دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف مشترياتها من النفط الروسي، مؤكدة أن تعاونها مع موسكو يتم وفقًا للقانون الدولي ولا يضر بأي طرف ثالث.
و من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي: "إذا تأثرت حقوق الصين المشروعة ومصالحها، فإن الجانب الصيني سيتخذ بالتأكيد إجراءاتٍ انتقامية حاسمة لحماية سيادته وأمنه ومصالحه التنموية بشكلٍ لا يتزعزع".
وأشار إلى أن "الصين حافظت باستمرار على موقفٍ موضوعي وعادل بشأن الأزمة الأوكرانية".
وأكد أن "الصين تعارض بشدة استخدام الولايات المتحدة للصين كذريعةٍ لأي سبب، وكذلك إساءة استخدام العقوبات الأحادية غير القانونية والولاية القضائية خارج الحدود الإقليمية على الصين".
ووفقًا له، فإن "تصرفات الولايات المتحدة تشكّل مثالًا نموذجيًا للترهيب الأحادي الجانب والإكراه الاقتصادي، وتقوّض بشكلٍ خطير قواعد التجارة والاقتصاد الدولية، وتهدّد أمن واستقرار سلاسل الصناعة والتوريد العالمية".
وفي بيان صادر عن السفارة الصينية في واشنطن، شددت بكين على رفضها الكامل لما وصفته بـ"الضغط السياسي والإكراه الاقتصادي"، مضيفة أن العلاقات التجارية بين الصين وروسيا قائمة على "الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة"، وأنها لا تقبل تدخلات خارجية في سياساتها السيادية.
وجاء الرد الصيني بعد تصريحات أدلى بها ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، دعا فيها بكين إلى التوقف الفوري عن شراء النفط الروسي، معتبرًا أن استمرار هذه التجارة "يقلل من فعالية العقوبات الغربية المفروضة على موسكو بسبب حربها في أوكرانيا".
تأتي هذه التطورات وسط تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين بشأن الموقف من الحرب الروسية الأوكرانية، إذ ترى واشنطن أن الدعم غير المباشر الذي تقدمه بكين لموسكو – من خلال التجارة والطاقة – يُضعف الجهود الغربية لعزل روسيا اقتصاديًا.
في المقابل، تؤكد الصين على موقفها "المحايد" من النزاع، داعية إلى حل سلمي، لكنها تواصل توسيع تعاونها مع روسيا، لا سيما في مجالات الطاقة والاقتصاد، في ظل ما تعتبره "تعددية قطبية" ورفضًا للهيمنة الأمريكية على النظام العالمي.