ترى شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة المدمر، ونزع سلاح حماس، وهما بندان رئيسيان في اتفاق وقف الحرب على غزة، الذي جرى توقيعه في "قمة شرم الشيخ للسلام"، أمس الاثنين، قد يتيحا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هامشًا للمناورة، والقول إن تل أبيب لا تزال تتمتع بحرية استئناف القتال.
ونقلت الشبكة عن بورجو أوزجيليك، الباحثة البارزة في شؤون أمن الشرق الأوسط بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة -مركز أبحاث بريطاني- قولها: "هناك ما يبدو أنه طريق نحو دولة فلسطينية.. لكن هذه، في نهاية المطاف، دولة فلسطينية لا يبدو أن فيها مكانًا لحماس. إلى أي مدى ستوافق (حماس) على هذا، وتلتزم به في الأسابيع والأشهر المقبل؟، أعتقد أن هذا سؤال جوهري".
وأضافت أوزتشيليك: "أعتقد أن إسرائيل ستتمسك بما تعتبره ضرورة أمنية وطنية للعمل في غزة إذا رأت أن هناك تهديدًا حقيقيًا لأمنها ومجتمعاتها الحدودية، لكن في الوقت نفسه، يجب أن تكون هناك هيئة حاكمة في غزة. يجب أن يكون هناك أمن وإنفاذ قانون. يجب أن يكون هناك تقديم للخدمات الأساسية وتوزيع للمساعدات الإنسانية الحيوية".
وتوقعت أن تلعب جهات إقليمية أخرى دورًا مهمًا في عملية الانتقال، خاصة مصر وتركيا، مضيفة: "أعتقد أنه في الوقت الحالي، تبذل جميع الأطراف قصارى جهدها لإنجاح خطة ترامب".
وصرّحت سارة ياركس، من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، للإذاعة الألمانية" دويتشه فيله"، بأن الآمال في أن تُحقق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السلام بالشرق الأوسط "سابقة لأوانها".
وقالت ياركس محللة شؤون الشرق الأوسط والسياسة الخارجية الأمريكية: "أعتقد أن هذه مجرد خطوة أولى بالغة الأهمية"، مضيفة أن "العديد من التفاصيل لا تزال بحاجة إلى الاتفاق عليها".
وذكرت: "هناك تفاصيل كثيرة، بما في ذلك ما إذا كانت حماس ستوافق على نزع سلاحها أم لا، أحد الجوانب المهمة التي لم تُحسم بعد".
وترى وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أنه من بين أصعب القضايا المتبقية التي يتعين حلها إصرار إسرائيل على نزع سلاح حماس، التي ترفض ذلك، وتريد ضمان انسحاب جيش الاحتلال بالكامل من غزة.
وحتى الآن، انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من معظم مدينة غزة، ومدينة خان يونس الجنوبية، ومناطق أخرى، لكن لا تزال قوات الاحتلال موجودة في معظم مدينة رفح الفلسطينية جنوب غزة، وبلدات أقصى شمال القطاع، وعلى طول حدود غزة مع إسرائيل.
بموجب الخطة الأمريكية، ستحكم هيئة دولية القطاع، وتشرف على التكنوقراط الفلسطينيين، الذين يديرون الشؤون اليومية. وقالت حماس إنه ينبغي تشكيل حكومة في غزة من الفلسطينيين.
وتتوخى الخطة دورًا نهائيًا للسلطة الفلسطينية، وهو أمر عارضه نتنياهو طويلًا، كما تدعو إلى نشر قوة أمنية دولية بقيادة عربية في غزة، إلى جانب الشرطة الفلسطينية، وستغادر القوات الإسرائيلية المناطق مع انتشار هذه القوات.
ويوجد نحو 200 جندي أمريكي في إسرائيل لمراقبة وقف إطلاق النار، وتشير الخطة أيضًا إلى إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقبلية، وهو أمر آخر يرفضه نتنياهو.
وحددت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية، عددًا من التحديات، أبرزها كيفية وتوقيت نزع سلاح حماس، وخطط الانسحاب الإسرائيلي من غزة.
وحسب الوكالة، لا يزال من غير الواضح في الخطة الأمريكية، مدى التوصل إلى اتفاقات بشأن اثنتين من أكبر نقاط الخلاف، هما مدى الانسحاب الإسرائيلي ومدى انسحاب حماس من السلطة.
وقالت الوكالة إن إسرائيل لا تزال تسيطر عما يقرب من نصف غزة، وحرص نتنياهو على تأكيد "التزامه" بخطة ترامب للسلام، لكنه لم يعلن انتهاء الحرب.
وأشارت الوكالة إلى أن نتنياهو على مدار العامين الماضيين، تعهد مرارًا وتكرارًا بتحقيق "نصر كامل" على حماس، التي رغم ضعفها بعد عامين من الحرب، بعيدة كل البعد عن فقدان السيطرة على الحكم، ونزع سلاحها بالكامل كما سعى نتنياهو.
كما لفتت الوكالة إلى أن نتنياهو يعتمد على شركاء متشددين في الائتلاف الحاكم يعارضون إنهاء الحرب، وبإعلان انتهاء الحرب، قد يرى نتنياهو حكومته تنهار ويجبر على إجراء انتخابات مبكرة في وقت لا تزال شعبيته منخفضة وأهدافه الحربية لم تتحقق.