الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

محور تهديدات ترامب ضد الصين.. ما هي المعادن الأرضية النادرة؟

  • مشاركة :
post-title
عينات من المعادن الأرضية النادرة في معهد الجيولوجيا والجيوفيزياء الصيني

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

سلطت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، الضوء على مصير المعادن الأرضية النادرة، باعتبارها نقطة الخلاف الرئيسية في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

زادت الصين من القيود على صادراتها من المعادن النادرة، الخميس الماضي، ما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التهديد بالرد الاقتصادي والتلميح إلى أنه سيلغي اجتماعًا مع نظيره الصيني شي جين بينج، خلال زيارة قادمة إلى آسيا.

ولفتت الشبكة الأمريكية إلى أن الصراع على المعادن النادرة يسبق الإدارة الأمريكية الحالية، إذ نجحت الصين لسنوات في بناء سيطرة شبه كاملة على المعادن كجزء من سياستها الصناعية الأوسع.

وترى الشبكة أن القيود الصينية تعد أيضًا ردًّا على "الرسوم الجمركية المتبادلة" التي فرضها ترامب على السلع الصينية في أبريل.

وبعد الاتفاق على هدنة تجارية في جنيف، توقع المسؤولون الأمريكيون أن تخفف الصين قيود التصدير على تلك المعادن.

تشمل العناصر الأرضية النادرة 17 عنصرًا معدنيًا في الجدول الدوري، تتكون من السكانديوم والإتريوم واللانثانيدات.

تسمية "المعادن الأرضية النادرة" خاطئة بعض الشيء، إذ تنتشر هذه المعادن في جميع أنحاء قشرة الأرض، وهي أكثر وفرة من الذهب إلا أن استخراجها ومعالجتها صعب ومكلف، كما أنها ضارة بالبيئة.

المعادن النادرة تستخدم في كل مكان في التقنيات اليومية، من الهواتف الذكية إلى توربينات الرياح ومصابيح "الليد" وأجهزة التلفزيون ذات الشاشات المسطحة، وهي ضرورية لبطاريات السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي وعلاجات السرطان.

المعادن النادرة ضرورية أيضًا للجيش الأمريكي، الذي يستخدمها في طائرات إف-35 المقاتلة والغواصات وأجهزة الليزر والأقمار الصناعية وصواريخ توماهوك وغيرها، وفقًا لمذكرة بحثية صادرة عن مركز "الدراسات الإستراتيجية والدولية" عام 2025.

ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، فإن 61% من إنتاج المعادن النادرة المستخرجة يأتي من الصين، كما تسيطر البلاد على 92% من الإنتاج العالمي في مرحلة المعالجة.

هناك نوعان من المعادن النادرة، مصنفان حسب أوزانهما الذرية، ثقيلة وخفيفة، فالمعادن النادرة الثقيلة أكثر ندرة، والولايات المتحدة لا تملك القدرة على فصلها بعد استخراجها.

وقالت جريسلين باسكاران، مديرة برنامج أمن المعادن الحرجة في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، لـ"سي إن إن": "حتى بداية العام، كنا نرسل المعادن النادرة الثقيلة التي استخرجناها في كاليفورنيا إلى الصين للفصل".

ومع ذلك، فإن إعلان إدارة ترامب عن رسوم جمركية باهظة على الصين في أبريل، عرقل هذه العملية، وقالت باسكاران: "أبدت الصين استعدادها لاستغلال اعتماد أمريكا عليها في فصل المعادن الأرضية النادرة كسلاح".

وللولايات المتحدة منجم عامل واحد في مجال المعادن الأرضية النادرة في كاليفورنيا، وفقًا لباسكاران.

وتستخدم بكين المعادن النادرة كوسيلة ضغط رئيسية في الحرب التجارية، وتأتي قيودها الأخيرة في الوقت الذي من المقرر أن يجتمع فيه شي وترامب، في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في كوريا الجنوبية، في وقت لاحق من هذا الشهر.

في أحدث خطواتها، أضافت الصين 5 عناصر أرضية نادرة هى (الهولميوم، الإربيوم، الثوليوم، اليوروبيوم، الإيتربيوم، والمغناطيسات والمواد ذات الصلة) إلى قائمة العناصر الخاضعة للرقابة الحالية، ما يتطلب تراخيص تصدير.

وبذلك، يصل إجمالي عدد العناصر الأرضية النادرة المحظورة إلى 12 عنصرًا، كما ستشترط الصين الحصول على تراخيص لتصدير تقنيات تصنيع العناصر الأرضية النادرة إلى خارج البلاد.

ليست هذه المرة الأولى هذا العام التي تغضب فيها القيود الصينية على المعادن النادرة ترامب، ففي يونيو صرح على "تروث سوشيال" بأن الصين انتهكت الهدنة التجارية بإبقاء بكين ضوابطها التصديرية على سبعة معادن نادرة ومنتجات مرتبطة بها.

قد يكون لضوابط التصدير تأثير كبير، إذ تعتمد الولايات المتحدة اعتمادًا كبيرًا على الصين في وارداتها من المعادن الأرضية النادرة، فبين عامي 2020 و2023، استوردت الولايات المتحدة 70% من وارداتها من مركبات ومعادن المعادن الأرضية النادرة، وفقًا لتقرير صادر عن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

لكن القيود الأخيرة التي فرضتها الصين تعتبر تصعيدًا كبيرًا في الحرب التجارية التي يشنها ترامب بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

كتب ترامب على موقع "تروث سوشيال" أمس الأول الجمعة: "بناء على ما تقوله الصين بشأن الأمر العدائي الذي أصدرته للتو.. سأضطر، بصفتي رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، إلى مواجهة تحركهم ماليًا"، وأضاف: "مقابل كل عنصر تمكنوا من احتكاره، لدينا عنصران".

وأعلن ترامب عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على جميع المنتجات القادمة من الصين، وذلك ردًا على القيود التي أعلنتها بكين على المعادن الأرضية النادرة، وهو تصعيد سريع للتوترات بين أكبر اقتصادات العالم، وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

كتب "ترامب"، على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، أمس الأول الجمعة، أن الرسوم الجمركية ستدخل حيز التنفيذ في الأول من نوفمبر، وستُفرَض إضافة إلى الرسوم الجمركية الأخرى المفروضة على الصادرات الصينية، والتي تبلغ بالفعل 30%، بل وفي بعض الحالات أعلى من ذلك بكثير، وأضاف أن الولايات المتحدة ستفرض أيضًا ضوابط على تصدير البرمجيات الأساسية.