عشق الممثلة المصرية هالة صدقي للسينما خاصةً، والفن بشكل عام الذي تعلقت به منذ الصغر، لم يمنعها من اتخاذ قرار برفض عمل أبنائها في نفس مهنتها، خوفًا عليهم من متاعب مستقبلية اختبرتها في تجربتها الطويلة مع عالم التمثيل، هذه المتاعب التي حققت لها شهرة كبيرة وتكريمات من مهرجانات مختلفة، ومنها تكريمها في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية بدورته الـ12.
هالة صدقي أكدت في ندوة تكريمها بمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية بعد التعبير عن سعادتها بالأمر والاحتفاء النقدي والجماهيري وتقدير عطائها الفني، أنه من المهم أن يستثمر الفنان أمواله في مطاعم أو كافيهات؛ لأن الفن اختلف، وتنصح كل من يسألها بألا يدخل معهد التمثيل، حتى أولادها تقول لهم نفس الأمر، لأن الفنان ليس له مستقبل أو ضمان أو تأمين معاش يكفيه، وأي فنان يحدث له أمر يجلس في منزله وأي غلطة للفنان يتركه الناس، وحياته تُدمر.
وترى الفنانة هالة صدقي أن هناك العديد من النماذج لفنانين توفوا دون رصيد مالي، وفنانين مرضى يبحثون عمّن يُعالجهم، وأن الفنان لديه عزة نفس وكرامة، فكيف يطلب مساعدة أو يذهب لعمل دور صغير، لذا تنصح أي فنان أن يكون لديه مشروع غير الفن.
وأضافت أنها حاولت خوض غمار الإنتاج الفني، وقامت أغلب القنوات بشراء المسلسل قبل أن يتوقف، ليتدخل أسامة الشيخ ويقف بجانبها ويساعدها على ظهور المسلسل بعد دخوله شريكًا في الإنتاج؛ بسبب ظروف الإنتاج وقتها.
تعشق هالة صدقي الفن منذ صغرها، وكانت تتمنى في البداية الالتحاق بمعهد الباليه لكن سنها لم تكن مناسبةً، وأحبت التمثيل وجاءتها الفرصة مع المخرج نور الدمرداش في "لا يا ابنتي العزيزة" وكان يبحث وقتها عن فتاة تجيد السباحة وتعرفت عليه بالصدفة، لتشارك بالعمل رغم اعتراضات أهلها حتى أقنعتهم لتغير فكرتهم التي كانت لديهم عن عالم الفن، والتي أخذوها مما يشاع عنه في وسائل الإعلام.
وحول أدوارها الكوميدية قالت: أعشق بطبيعتي الهزار أنا بسيطة ولا أحب الكآبة واكتشفت هذه الملكة في محمد صبحي الذي عملت معه في مسلسل "رحلة المليون"، حيث ظهرت في 18 مشهدًا، يتذكرها الجمهور حتى اليوم، ووجدت أيضًا أن الممثل الكوميدي يستطيع أن يقدم كل الأدوار، وأدّعي أنني من القلائل في جيلي الذين يستطيعون فعل ذلك، ولدي القدرة أنه في حالة وجود سيناريو دراما سوداء أستطيع تحويله بسهولة إلى كوميديا، وهذا ما حصل في "يا دنيا يا غرامي"، وأيضًا شخصيتي في "أرابيسك" لم تكن كوميدية وحوّلتها.
وشددت هالة صدقي على أنه توجد أدوار لا تتحمل ذلك، فالأمر لم يُكن يسمح في "زيزينيا" على سبيل المثال، وهي تضيف للشخصية لتظهر أكثر لطفًا، كما أنها لا تجسد أدوارًا كوميدية تعتمد على الاسكتشات، خاصة أن هناك فرقًا بين الشخصية الكوميدية والاستظراف.
كما قالت: نحن نفتقد الكتّاب الذين يكتبون الكوميديا للممثلات، والمهم هو الإحساس، فمن الممكن أن يكون معي مخرج ضعيف ويتركني أفعل ما أشاء ويورطني؛ لذا أخشى من العمل مع مخرج لا أعرفه.
وحول مفهوم العالمية قالت: شاركت في أفلام قليلة عالمية، ويشترط أن يكون الفنان يجيد اللغة الإنجليزية، ولكن هذه التجارب لا تفيد بشدة، إذا لم يقرر الفنان السفر لأمريكا ليخوض عدة تجارب هناك، وعن نفسها يهمها أن تكون ممثلة معروفة في بلدها عن أن تذهب لبلد آخر لا يعرفها فيه أحد.
وحول المسرح قالت: أنا عاشقة للمسرح وأحبه للغاية، والفترة الأخيرة كانت هناك عروض مسرحية كثيرة، لكن هذا ليس فنًا مسرحيًا بل اسكتشات فنية، ليس هذا المسرح الذي أعرفه وأعشقه، لا بد أن يكون هناك تنسيق في هذا الأمر، لا يصح أن نقدم مسرحية من أجل عرضها 4 أيام وتصويرها فقط بعد ذلك، الأمر لا يجب أن يكون ماديًا فقط، هناك حالة استسهال شديدة، وأتمنى أن أشارك في عرض مسرحي حقيقي، ويتم عرضه على الأقل لمدة شهر، ولا أحب أن أضحك على الناس، لابد من احترام وقت المشاهد.
وأضافت: اعتذرت عن عدم المشاركة في مسرحية لمحمد صبحي لأن لدي ارتباطات، وأيضًا بسبب أن المسرحية كلها كوميدي وأنا الوحيدة دوري تراجيدي، شعرت هنا أنني نقطة ضعف في المسرحية، ولن أفيدها.
وتذكرت هالة صدقي عملها مع المخرج الراحل عاطف الطيب، مُشيرةً إلى أن تجربتها الأولى معه كانت من خلال "قلب الليل"، وهو موضوع فلسفي مهم لكنه ليس جماهيريًا، وكانت مفاجأة للمنتج أن يأخذني عاطف الطيب في شخصية "مروانة" في الفيلم بعيدًا عن شكل البنت الجميلة، وتعلمت كل التفاصيل المهمة معه، ولو عاطف الطيب عاش لكان وجودي ووضعي في السينما مُختلفًا.