وسط دمار حال دون أن يتابع أطفال عدة مناطق في أوكرانيا رحلتهم للتعلم، بادر معلم يدعى، أولكسندر بوجورييلوف، يسكن قرية تقع شمالي البلاد بتحويل منزله إلى مدرسة.
المعلم "أولكسندر" صاحب الـ45 عامًا دفعه دمار مدرسته التي كان يعمل بها لنحو عقدين، إلى اللجوء لطريقة يساعد بها الأطفال على التعليم وسط ظروف الحرب القاسية التي قطعت عنهم سُبل التواصل من كهرباء أو إنترنت.
إذ دُمّرت المدرسة في أبريل الماضي حين كانت هذه القرية الصغيرة والمنطقة المحيطة بها ضمن نطاق العمليات العسكرية، التي بدأت في شمال شرق أوكرانيا منذ 24 فبراير من العام الماضي.
يقول أولكسندر في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) "إنه من الأفضل إعطاء الدروس حضوريًا.. حتى يكونون (الأطفال) قادرين على التفاعل".
وفي وقت بات معظم تلاميذ هذه المدرسة الذين كان يبلغ عددهم قبل الحرب 120، الآن لاجئين في أوروبا وفي أجزاء أخرى من أوكرانيا أو روسيا، يتلقى نحو 11 تلميذًا تتراوح أعمارهم بين 4 و16 عامًا علوم اللغة والأدب الأوكرانيين والأدب الأجنبي وعلم الأحياء والجغرافيا والرياضيات على يد أولكسندر.
واستعان أولكسندر ببعض الموارد التي انتشلها من بين الخراب الذي حلَّ بالمدرسة، لتعينه في رحلة تدريس صعبة، مثل ملصقات تظهر حروف الأبجدية، ومجهر كان يستخدمه التلاميذ خلال حصة في علم الأحياء، وكُتُب.
أعرب بوجورييلوف عن أمله في أن تعود بعض مظاهر الحياة الطبيعية إلى القرية التي تلقّت تمويلًا لإعادة بناء المدرسة.