الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ساعيا لصفقة تجارية.. رئيس وزراء كندا يتودد لترامب

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

لم يترك رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، أي شيء للصدفة عندما كان يحزم أمتعته لزيارته إلى واشنطن، للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكان أكثر حرصًا لاختيار ربطة العنق التي يرتديها، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

وقال كارني -بينما كانا يتصافحان تحت رواق الجناح الغربي في البيت الأبيض للرئيس الأمريكي- "ارتديت اللون الأحمر من أجلك"، مشيرًا إلى ربطة عنقه المزخرفة الملونة لتتناسب مع ألوان الحزب الجمهوري، إلا أن ترامب كان يرتدي اللون الأزرق.

بعد أشهر من الخلافات حول التجارة ومحاولاته الفاشلة لإحباط تهديدات ترامب بضم بلاده، لا يزال كارني يحاول التودد للرئيس الأمريكي، وربما يُحرز تقدمًا بطيئًا، وبدأت محادثات، أمس الثلاثاء، وسط توقعات منخفضة بقدرته على إقناع ترامب بنجاح بتخفيف التعريفات الجمركية الباهظة على السلع الكندية، بما في ذلك الصلب والألمنيوم والسيارات والأخشاب.

وأصبحت كندا العضو الوحيد في مجموعة الدول السبع، الذي لم يتمكن من التوصل إلى اتفاق تجاري لتجنب الرسوم العقابية، وتؤثر هذه الرسوم سلبًا على اقتصاد كندا وعلى المكانة السياسية لكارني.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني

وخلال لقائه مع رئيس الوزراء الكندي، قال ترامب: "أعتقد أن شعب كندا سيحبنا مرة أخرى"، معترفًا بحقيقة مفادها أن جيراننا يشعرون بالانزعاج، على الأقل في الوقت الحالي ".

ومنذ توليه منصبه ربيع العام الماضي، حاول كارني تهدئة التوترات الحادة التي فرضها سلفه جاستن ترودو، الذي وصف رسوم ترامب الجمركية بأنها "غبية للغاية"، واتهمه باسترضاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ولم يكن لدى كارني -محافظ سابق للبنك المركزي معروف بفرضه عقد اجتماعات فعالة- الكثير ليقوله بينما كان ترامب ينتقل بين كل أنواع المواضيع، من الإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر، الذي ألقى باللوم فيه على الديمقراطيين، إلى جانب جهوده لتنظيف واشنطن العاصمة، إضافة إلى عجزه عن حل الحرب في أوكرانيا.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني

وتبادل كارني الرسائل النصية مع ترامب بشأن الشؤون العالمية، فيما حاول صد طموحات ترامب الإقليمية، وأخبره بحزم خلال لقائهما الأول في المكتب البيضاوي، مايو الماضي، أن كندا "ليست للبيع" و"لن تكون للبيع أبدًا".

وأمس الثلاثاء، أُثير هذا الموضوع الحساس مرة أخرى عندما حاول كارني الإشادة ببراعة مضيفه في السياسة الخارجية، من خلال سرد الصراعات التي نجح ترامب في التدخل لإنهائها، وبدأ في سرد الصراعات بين الهند وباكستان، وأذربيجان وأرمينيا، قبل أن يحاول اختتام كلمته بالحديث عن أحدث جهود ترامب للتوسط في السلام بغزة.

وأثر التوتر التجاري بين البلدين على انخفاض السياحة الكندية إلى الولايات المتحدة انخفاضًا حادًا، سحبت بعض المتاجر المنتجات الأمريكية من رفوفها، وتدهورت علاقتهم الوثيقة ثقافيًا واقتصاديًا إلى حد كبير.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني

كما حرص "كارني" على الوقوف إلى جانب ترامب في أغلب الأحيان، بعد أن سأله أحد المراسلين عن الفنتانيل الذي يعبر الحدود الأمريكية الكندية -أساس تعريفة جمركية بنسبة 35% فرضها ترامب رغم أن كميات صغيرة نسبيًا من المخدر تعبر إلى الولايات المتحدة من الشمال- أشار إلى أنه لا يزال هناك عمل يتعين القيام به.

وغادر كارني القمة بعد تلقيه تأكيدات من ترامب بأنه ووفده سيغادرون سعداء، على الرغم من أن الزعيم الأمريكي رفض توضيح ما يعنيه بالضبط، وقال للصحفيين "ستعرفون ذلك".