أصبح منتخب الرأس الأخضر على بُعد انتصار واحد فقط من حجز مقعده في كأس العالم لكرة القدم 2026، ما يؤكد الأداء الواعد الذي أظهره الفريق في السنوات الأخيرة، وهو أمر كان من الصعب تصديقه قبل عشرين عامًا.
وسيصبح منتخب دولة الرأس الأخضر ، التي يبلغ عدد سكانها نحو 600 ألف نسمة، ثاني أصغر دولة بعد أيسلندا تبلغ النهائيات، وذلك في حال الفوز بإحدى مباراتيه المتبقيتين في التصفيات الإفريقية.
ويحلُّ منتخب الرأس الأخضر ضيفًا على ليبيا غدًا الأربعاء، قبل أن يستضيف إسواتيني يوم الاثنين المقبل، حتى يضمن صدارة المجموعة الرابعة ويتفوق على الكاميرون الأكثر شهرة ويتأهل مباشرة إلى كأس العالم 2026.
ووصل منتخب الرأس الأخضر للمراحل الأخيرة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 في البرازيل، لكن تم خصم نقاط منه للدفع بلاعب موقوف، ليُحرم من خوض المباراتين الفاصلتين قبل التأهل للنهائيات.
وفي ظهوره الأول في كأس الأمم الإفريقية عام 2013، بلغ منتخب الرأس الأخضر دور الثمانية، ما دفع مدربه للغناء خلال المؤتمر الصحفي عقب المباراة، وكرر المنتخب هذا الإنجاز في النسخة الأخيرة في ساحل العاج، لكنه ودّع البطولة عبر ركلات الترجيح.
ويتطور منتخب الرأس الأخضر سريعًا في استقطاب اللاعبين المقيمين بالخارج في مختلف أنحاء العالم.
اكتشاف المواهب تؤتي بثمارها
قال وكيل اللاعبين توني أراوجو، المقيم في الولايات المتحدة والمولود في جزر الرأس الأخضر، الذي تعاون مع المنتخب لعقود طويلة في تصريحات عبر وكالة "رويترز": "وضع الاتحاد خططًا جديدة لاكتشاف واستقطاب المواهب عبر التجمعات الكبيرة لمهاجري الرأس الأخضر المقيمين بالخارج".
وأضَاف: "عملية اكتشاف واستقطاب المواهب بدأت تؤتي بثمارها في عام 2013، عندما تأهل المنتخب الوطني لأول مرة في تاريخه إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية".
كانت ندرة الموارد الطبيعية وطبيعة الجزر القاحلة سببًا في الهجرة من جزر الرأس الأخضر منذ فترة طويلة، تعود جذورها إلى الفترة الاستعمارية البرتغالية.
وغادر مهاجرون بأعداد كبيرة نحو البرتغال بالإضافة إلى وجهات أخرى، مثل الساحل الشرقي للولايات المتحدة وميناء روتردام الهولندي.
وتضم قائمة المنتخب لمواجهتي ليبيا وإسواتيني ستة لاعبين من مواليد هولندا، إلى جانب آخرين من مواليد البرتغال وفرنسا وأيرلندا.
ويبرز بينهم روبرتو "بيكو" لوبيز، لاعب شامروك روفرز، الذي سيشغل مركز قلب الدفاع، وهو من بين عدد من اللاعبين تم اكتشافهم واستقطابهم بطرق مختلفة.
وقال لوبيز في تصريحات لوكالة "رويترز": "قمت بإنشاء حساب عبر "لينكد إن" أثناء دراستي في الجامعة ولكنني لم أنظر إليه فعليا، وتلقيت رسالة من المدرب آنذاك روي أجواس، لكنه كتبها لي باللغة البرتغالية، وظننتها رسالة احتيالية وتجاهلتها تماما".
وأضاف: "بعد نحو تسعة أشهر، أرسل لي رسالة أخرى يقول فيها: مرحبا روبرتو، هل سنحت لك الفرصة للتفكير فيما قلته لك؟.. فقمت بنسخ نص الرسالة إلى الترجمة الآلية عبر جوجل، تبين أنها تضمن 'نحن نبحث عن لاعبين جدد للانضمام إلى منتخب الرأس الأخضر، فهل تود تمثيل البلاد؟' كنت سعيدا للغاية بذلك، وقلت نعم، بالطبع، سأكون فخورًا بأن أكون جزءًا من تشكيلة المنتخب'".
النجاح يجذب المواهب الجديدة
قال وكيل اللاعبين توني أراوجو إنه في الماضي كان من الصعب على المنتخب جذب المواهب المتميزة التي لها أصول من الرأس الأخضر المقيمين في أوروبا.
وأضاف: "لكن مع سلسلة النجاحات الأخيرة، باتت العديد من المواهب المقيمة في أوروبا أكثر ميلًا لاختيار تمثيل الرأس الأخضر لإبراز مواهبهم على المستوى الدولي".
وسيكون الفوز في طرابلس غدًا الأربعاء صعبًا، ولكن في حال تعثر المنتخب، فإنه يملك فرصة قوية لضمان التأهل يوم الاثنين المقبل عندما يستضيف إسواتيني.
وأشعل الفوز على الكاميرون الشهر الماضي احتفالات واسعة في مختلف أنحاء الأرخبيل، ومن المؤكد أن تلك المشاهد ستتكرر بزخم أكبر إذا نجح المنتخب في التأهل إلى كأس العالم.