مع اقتراب مهرجان منتصف الخريف، عادت إلى الواجهة في تايوان تقاليد قديمة وغريبة تعكس ارتباط المجتمع بموروثاته الشعبية. ومن أبرز هذه الطقوس ما يُعرف محليًا باسم "سرقة الخضراوات من أجل العريس"، حيث تتسلل النساء غير المتزوجات في ليلة المهرجان إلى حدائق الجيران لقطف بعض الخضراوات، في اعتقاد راسخ بأن هذا السلوك الرمزي يساعدهن في العثور على الزوج المثالي.
وبحسب الموروث الشعبي، فإن قطف البصل الأخضر أو أي خضار آخر لا يرتبط برغبة في تناول وجبة ليلية، بل يحمل معنى رمزيًا عميقًا مرتبطًا بالزواج. ويجسد ذلك مثل تايواني قديم يقول: "اسرق بصلة خضراء، تتزوج زوجًا صالحًا؛ اسرق خضراوات، تنل صهرًا جيدًا"، بحسب صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست.
سرقة البصل والبطيخ
ولا يقتصر هذا التقليد على النساء غير المتزوجات، إذ يشمل أيضًا المتزوجات اللواتي لم يرزقن بأطفال. ففي هذه الحالة، يتركز الطقس على سرقة البطيخ، على أمل إنجاب طفل سليم وممتلئ الجسم خلال العام الجديد.
ويبدو أن هذه العادة لا تقتصر على تايوان وحدها؛ إذ توجد لها نسخ مشابهة في الثقافة الصينية. ففي قرى قومية "دونج"، إحدى المجموعات العرقية الكبرى في الصين، تحتفل الفتيات بالمهرجان بما يُعرف بـ "سرقة خضراوات القمر"، حيث يقمن بقطف نوع خاص من الفاصوليا المسطحة اعتقادًا بأنها تحمل بركة رومانسية.
ووفقًا للأسطورة الشعبية، تقوم جنيات قصر القمر برشّ الندى على المحاصيل في تلك الليلة، فتصبح الفواكه والخضراوات المنقوعة فيه رمزًا للحب السعيد. ولهذا تتعمد الفتيات قطف الفاصوليا المزدوجة التي تجسد في المخيال الشعبي رمزًا للحب المتناغم.
وعلى عكس السرقة التقليدية، تتعمد فتيات "دونج" الإعلان عن وجودهن أثناء قطف الخضراوات، فيصرخن بصوت مرتفع: "لقد قطفت خضرواتك! تعال إلى منزلي لتشرب شاي الزيت".
ويُنظر إلى أي توبيخ من صاحب الحديقة على أنه علامة ميمونة أو بشارة خير. كما يُشترط أن تُطهى الخضراوات المسروقة وتُؤكل فورًا في المكان نفسه، من دون أخذها إلى المنزل.
ولا يقتصر الطقس على النساء فقط، إذ يجتمع الشباب في الليلة نفسها لـ "سرقة القرع"، في فعل رمزي يُعتقد أنه يجلب السعادة والحظ الجيد.