الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استخدمتها في إبادة غزة.. مايكروسوفت تعلق بعضها خدماتها في إسرائيل

  • مشاركة :
post-title
مبنى شركة مايكروسوفت في إسرائيل

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

أعلنت شركة مايكروسوفت الأمريكية تعطيل بعض خدماتها المقدمة لوزارة دفاع الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن كشفت مراجعة داخلية للشركة عن انتهاك إسرائيل لشروط استخدام منتجاتها التقنية في عمليات المراقبة الجماعية للمدنيين الفلسطينيين.

انتهاك واضح لشروط الخدمة

كشفت مايكروسوفت، في بيانٍ رسمي، أن المراجعة الداخلية التي أجرتها أثبتت استخدام جيش الاحتلال لخدمات التخزين السحابي التابعة للشركة في حفظ بيانات المراقبة الخاصة بالفلسطينيين.

هذه البيانات تشمل، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية والموقع الإسرائيلي "+972"، سجلات ملايين المكالمات الهاتفية اليومية التي يجريها الفلسطينيون.

أكد براد سميث، رئيس مايكروسوفت، في البيان أن الشركة تتمتع مع عملائها بـ"اهتمام مشترك في حماية الخصوصية، نظرًا للقيمة التجارية التي تخلقها من خلال ضمان قدرة عملائنا على الاعتماد على خدماتنا بثقة راسخة".

وشدد سميث بوضوح على أن مايكروسوفت لن تقدم التكنولوجيا "لتسهيل المراقبة الجماعية للمدنيين".

بنية مراقبة رقمية شاملة تستهدف الفلسطينيين

بحسب الصحيفة الأمريكية، أقام جيش الاحتلال بنية تحتية تقنية واسعة النطاق لمراقبة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948، إذ يراقب المكالمات الهاتفية والرسائل النصية ومنصات التواصل الاجتماعي، واستغل جيش الاحتلال هذه المعلومات في تنفيذ العمليات العسكرية والضربات الجوية في غزة.

لتنفيذ هذه الشبكة الرقابية، اعتمد الاحتلال على عمالقة التكنولوجيا العالمية مثل جوجل وأمازون وأوراكل لاستضافة وتخزين البيانات المرتبطة بالمراقبة.

كما كشفت تقارير العام الماضي أن برنامج التعرف على الوجوه الإسرائيلي في غزة استخدم بعض خدمات جوجل المجانية، فيما تحتفظ الشركة بعقد حوسبة سحابية بقيمة 1.2 مليار دولار مع الحكومة وجيش الاحتلال.

احتجاجات متنامية من موظفي عمالقة التكنولوجيا

شهدت شركات وادي السيليكون الكبرى موجة احتجاجات داخلية واسعة من قبل الموظفين المعارضين للتعاون مع حكومة الاحتلال، وعاقبت جوجل في أبريل 2024 أكثر من 50 موظفًا احتجوا على عمل الشركة مع إسرائيل بالفصل.

لم تكن مايكروسوفت بمنأى عن هذه الضغوط الداخلية، إذ واجهت ضغوطًا متزايدة من موظفيها للتوقف عن تقديم البرمجيات لجيش الاحتلال.

تصاعدت هذه الاحتجاجات الشهر الماضي عندما دخل موظفون حاليون وسابقون إلى مكتب سميث للتعبير عن احتجاجهم، حيث علقوا لافتات واحتلوا بعض الغرف في مقر الشركة الرئيسي في ريدموند بواشنطن، ما أدى في النهاية إلى فصل خمسة موظفين شاركوا في هذه الاحتجاجات.

تفاصيل القطع والانتقال إلى منصات بديلة

على الرغم من عدم تحديد مايكروسوفت للخدمات المعينة التي تم قطعها عن جيش الاحتلال، أوضحت في بيانها استمرارها في دعم الجهود الأمنية السيبرانية لإسرائيل.

كما أوضح مسؤول رفيع في وزارة دفاع الاحتلال، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن مايكروسوفت قطعت الوصول إلى خدمات التخزين السحابي المستخدمة لحفظ بيانات المراقبة، بما يشمل سجلات المكالمات الهاتفية بين الفلسطينيين.

وكشف المسؤول أن الاحتلال، استباقًا لمراجعة مايكروسوفت، نقل خدماته السحابية إلى منصات أخرى، بما في ذلك شركة أمازون التي لم ترد بعد على طلبات التعليق حول هذا الأمر.

ترحيب دولي وتوقعات بخطوات مماثلة

رحب مات محمودي، الباحث المتخصص في منظمة العفو الدولية والذي يحقق في استخدام إسرائيل للتكنولوجيا في مراقبة الفلسطينيين، بقرار مايكروسوفت التاريخي.

وقال "محمودي" للصحيفة الأمريكية إن "تصرف مايكروسوفت يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار للشركات الأخرى التي تزود البنية التحتية السحابية والذكاء الاصطناعي ومنتجات المراقبة لإسرائيل".

تُعد مايكروسوفت من أولى شركات التكنولوجيا الكبرى التي تتخذ إجراءات ملموسة لإزالة أو تعطيل خدماتها المقدمة لجيش الاحتلال منذ بداية العدوان على غزة قبل نحو عامين، ويفتح الباب أمام ضغوط أكبر على الشركات التقنية الأخرى لاتخاذ مواقف مماثلة.