يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على أكبر أسطول بحري قادم من السواحل الأوروبية منذ ما يقرب من عامين على بداية الحرب المدمرة في قطاع غزة، بهدف كسر الحصار والمجاعة المفروضة على مئات الآلاف من الفلسطينيين.
ويضم أسطول الصمود العالمي 50 سفينة بحرية، تحمل على متنها أكثر من 500 ناشط من 44 دولة مختلفة، انطلقوا من موانئ مختلفة مثل إسبانيا، وتونس، وإيطاليا، واليونان، يرافقهم سفن حربية من إيطاليا وإسبانيا، لحمايتهم من الهجمات الليلية بطائرات بدون طيار في البحر الأبيض المتوسط.
أسلحة أثقل
وأصدر منظمو الأسطول بيانًا، بحسب موقع irish times، أكدوا فيه أنهم جمعوا معلومات استخباراتية موثوقة تشير إلى أن إسرائيل من المرجح أن توجه هجمات عنيفة على الأسطول خلال الـ48 ساعة المقبلة، بما في ذلك استخدام أسلحة أثقل يمكن أن تغرق القوارب أو تتسبب في إصابات ووفيات.
وأكد النشطاء المشاركون في أسطول الصمود، أنهم رصدوا طائرات بدون طيار فوق القوارب في معظم الليالي منذ إبحارها، وتعرض الأسطول لهجوم بأجهزة متفجرة، نافين الإدعاء الإسرائيلي بأن حركة حماس هي من نظمت الأسطول، واصفين بأنها أكاذيب مُعاد تدويرها، وصُممت لتبرير العنف عليهم قبل وقوعه.
ضغوط شعبية
وكشفت الحكومة الإيطالية عن أنها تعرضت لضغوط شعبية متزايدة من الإضراب العام وعمال الموانئ الذين هددوا بإغلاق التجارة عبر ميناء جنوة، لإجبارهم على حماية مواطنيها على متن الأسطول، ولذلك قرروا إرسال سفينتين حربيتين لحماية مواطنيها الموجودين ضمن الأسطول.
وفي السياق ذاته، حث وزير الدفاع اليوناني منظمو الأسطول على تسليم مساعداتهم إلى قبرص لإرسالها إلى غزة، مؤكدًا أنهم سيكونون غير قادرين على ضمان سلامة السفن خارج المياه الدولية، إذ سيصبحون خارج سيطرته وقدرتهم على حمايتهم، بمجرد دخولهم إلى المياه التي تعتبر إسرائيلية.
صراع بحري
من جهته، وضع جيش الاحتلال الإسرائيلي بالفعل خطة للتعامل مع أسطول الصمود، الذي من المتوقع أن يصل المياه الإسرائيلية في الأيام المقبلة، ووفقا للقناة الـ12 الإسرائيلية، تتضمن المرحلة الأولى سيطرة جنود الأسطول الإسرائيلي الثالث عشر على مختلف القوارب.
بعد ذلك سيتم اعتقال كل من يرفض الترحيل الطوعي، أما خلال المرحلة الثانية، فسيعمل جيش الاحتلال على مصادرة القوارب المشاركة في الأسطول وسيتم إغراق بعضها، وهو ما يجعل الاحتلال يستعد لاحتمال نشوب صراع بحري وصفوه بالمعقد وتحدٍ كبير لجيش الاحتلال.
تحدي الحصار
وكانت حكومة بنيامين نتنياهو حذرت مسؤولي أسطول الحرية من أنها لن تسمح لهم بدخول منطقة القتال وانتهاك القانون، وعرضت عليهم الرسو في ميناء عسقلان وتفريغ المساعدات الإنسانية، ليتم نقلها إلى قطاع غزة عبر الآليات القائمة، إلا أن المنظمين رفضوا العرض، وأعلنوا عزمهم مواصلة الرحلة مباشرة إلى غزة.
ومنذ 4 أشهر، حاصر الاحتلال الإسرائيلي السفينة مادلين، التي كانت متجهة إلى قطاع غزة بهدف تحدي الحصار الإسرائيلي غير القانوني وجرائم الحرب المتصاعدة في غزة، حيث كانت تحمل كمية رمزية من المساعدات، إلا أن الاحتلال قبض على جميع ركابها الـ11 واقتادهم إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.