يواصل مسلسل الرسوم المتحركة الأمريكي الشهير "ساوث بارك" إشعال النقاش حول قضايا حساسة، وهذه المرة وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في قلب العاصفة.
واشتهر صانعو المسلسل الشهير بصدامهم مع السياسة، وعرفوا بجرأتهم في السخرية من القادة وصياغة أحداث حادة تستفز الرأي العام، وفي أحدث حلقات المسلسل، تجاوز المبدعان تري باركر ومات ستون حدود التلميح، ليقدما نتنياهو في قلب المشهد، محاطًا باتهامات الإبادة.
نتنياهو في مرمى السخرية
في الحلقة الخامسة من الموسم الحالي بعنوان "تضارب المصالح"، قاد السيناريو الأم الغاضبة شيلا بروفلوفسكي، والدة شخصية "كايل"، إلى القدس حيث واجهت نتنياهو مباشرة، فخاطبته قائلة: "من تظن نفسك بالضبط؟ تقتل الآلاف وتدمر الأحياء، ثم تتخفى وراء اليهودية لتحمي نفسك من النقد؟ أنت تجعل حياة اليهود بائسة وحياة اليهود الأمريكيين مستحيلة، كف عن السخرية".
هذا المشهد جاء بعد أن تحولت شخصية شيلا إلى "محققة" تسعى لإيجاد المسؤول عن المعاناة في غزة، معتبرة أن ما يجري ليس صراعًا بين "اليهود وفلسطين"، بل بين "إسرائيل وفلسطين".
وسلّطت الحلقة الضوء على رهانات يجريها أطفال "ساوث بارك" عبر تطبيقات للتنبؤات السياسية، أبرزها رهان عن هجوم محتمل على غزة تنفذه شيلا، هذا السيناريو أثار غضب كايل ووالدته باعتباره معاديًا للسامية، ليصبح محور القصة، وفي كل مرة يُسأل كايل عن غزة لكونه يهوديًا، يشعر بتحميله مسؤولية قتل الفلسطينيين.
ترامب والبيت الأبيض
لم يقتصر الهجوم على إسرائيل، بل شمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية بريندان كار، فقد صوّر المسلسل كار في مواقف عبثية، بينها إصابته بداء المقوسات بعد تعرضه لحوادث متكررة، في تلميح ساخر إلى محاولاته فرض قيود على حرية التعبير، خاصة بعد تهديداته لشبكة ABC، بسبب برنامج "جيمي كيميل لايف".
أما ترامب، فقد ظهر منشغلًا بمخططات شخصية غريبة، منها التخلص من "حمل غير مرغوب فيه" مع الشيطان، بينما يعرقله كار في كل مرة بشكل كوميدي.
ردود الفعل
مع عرض الحلقة متأخرة ثلاثة أسابيع عن موعدها، تكهنت بعض التقارير بإلغاء المسلسل، لكن باركر وستون أوضحا أن التأجيل سببه اعتبارات إبداعية لا أكثر، ومع ذلك، تظل التساؤلات قائمة حول ما إذا كانت الحكومة الأمريكية أو جهات أخرى ستتفاعل مع محتوى الحلقة.
ويُعرض المسلسل عبر منصة باراماونت، التابعة لشبكة سي بي إس، التي استجابت لضغوط البيت الأبيض وألغت موسمًا جديدًا من برنامج ذا ليت شو، الذي يقدمه ستيفن كولبير.