كشف السفير الفرنسي لدى مصر إريك شوفالييه، عن الأسباب التي دفعت الرئيس إيمانويل ماكرون للاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، مؤكدًا أن هذا القرار ليس وليد اللحظة بل تتويج لمسار طويل بدأه رؤساء فرنسيون سابقون من بينهم الرئيس الأسبق فرانسوا ميتران وكذلك خلفاؤه مثل جاك شيراك.
وفي حواره لـ"القاهرة الإخبارية" الذي أجرته الإعلامية دينا زهرة، أشار السفير الفرنسي إلى أن قرار ماكرون جاء بناءً على قناعته بأن حل الدولتين بات مهددًا، ما استدعى إنعاشه قبل فوات الأوان.
زيارة ماكرون لمصر
ولفت إلى أنَّ زيارة ماكرون إلى مدينة العريش المصرية في أبريل الماضي كانت نقطة تحول جوهرية، حيث اطلع على المأساة الإنسانية في غزة، ما دفعه لتأكيد ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية فور عودته من القاهرة.
وأوضح "شوفالييه" أنَّ فرنسا لم ترغب في الاعتراف بالدولة الفلسطينية بشكل منفرد، بل سعت إلى إطلاق "ديناميكية دولية"، وهو ما تحقق بالفعل بانضمام عدد من الدول مثل بريطانيا وكندا وأستراليا وبلجيكا والبرتغال، مشددًا على أن هذا التوجه يهدف لضمان "أمن واستقرار المنطقة".
ضرورة الاعتراف بفلسطين
وتركز جزء كبير من حديثه على ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، إذ أكد أنه يستند إلى ركيزتين جوهريتين، هما: الحق في الكرامة وقيام دولة مستقلة للشعب الفلسطيني، و"السلام" الذي لا يمكن أن يتحقق بشكل دائم دون وجود دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب في أمن وسلام.
وأشار "شوفالييه" إلى أن الاعتراف وحده لا يكفي لتغيير الوضع المأساوي في غزة، أو حل الأزمة في الضفة الغربية والقدس، وأكد ضرورة استكماله بخطتين أساسيتين أولها وضع خطة مستقبلية واقعية لبناء الدولة الفلسطينية، والتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، الذي وصفه بالركيزة الأكثر إلحاحًا للاستراتيجية الفرنسية.
التهديدات الإسرائيلية لفرنسا
وبخصوص التهديدات الإسرائيلية التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن غلق السفارة الفرنسية، أكد السفير الفرنسي أنَّ بلاده "لا يمكن ترهيبها"، مشيرًا إلى أنَّ فرنسا دولة كبرى وجزء من الاتحاد الأوروبي، ما يمنحها قوة أكبر.
وأضاف: "الاستيطان ليس وليد اللحظة، بل هو عملية مستمرة ومتسارعة لسنوات، وهذا لا يمنعنا من اتخاذ خطواتنا نحو السلام".
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين الماضي، اعتراف بلاده بدولة فلسطين.
وفي مستهل خطابه بمؤتمر حل الدولتين في نيويورك برئاسة السعودية وفرنسا، أكد ماكرون من على منبر الأمم المتحدة أن "وقت السلام حان".
وبذلك تنضم فرنسا بذلك إلى حلفاء غربيين مثل بريطانيا وكندا، اللتين اتخذتا الخطوة التاريخية نفسها الأحد الماضي.